الثلاثاء، 1 سبتمبر 2020

العاشق الجبان بقلم علي المصري

العاشق الجبان
……………………
كنت حينها في سن المراهقة
وكانت تكبرني قليلا في العمر
تلك الجميلة حميراء الخدود تتكلم وكأنها موسيقى هادئة العزف تمشي وكأنها تمشي في شراييني خفيفة كالظل مبتسمة دائما .

تأخذني في  الحديث معجبة بي وبرمنسيتي ومزاحي اللطيف الذي لايكاد ينقطع.

-هل أنت جائع?
*لا .
-تشعر بالبرد ?
*لا .
-هاه إذاً تريد أن تنام !
*لا .
ماذا تريد إذاً?
*لاشيء.

هل أشتقت لأمك ?
*لا .

هل أشتقت لا…… الخ?
*لا .
هاه إذاً سعيد هنا.
*نعم .

-لماذا ?

أصمت قليلاً حيائي يحول بيني وبين الصراحة
ماذا أقول لها أنتِ سر سعادتي هنا .
أنتِ ما أريده من الحياة فحينما تكوني موجودة اكون في غناءٍ عن كل شيء.

أجيبها كاذباً:كل الأشياء هنا جميلة .

-تسألني :لم لا تلعب مع أقرانك هنا ?
*لا أحبهم ولا يروق لي اللعب معهم .

-هاه إذا أنت إنعزالي .
*لا ولكن أريد أن أرتاح في هذه الإجازة الصيفية .

-هل تعبت من الدراسة ?
*نعم .
-ما ترتيبك في آخر العام ?
*الأول بل الأول على مدرستي ولدي العديد من شهادات التكريم
المعلمون يحبونني كثيرا
وكذلك أهلي يفخرون بي .

-هاه ماشاء الله عليك ذكي وحبوب ومرح ومؤدب الله يحفظك .
تتكلم بتلك الكلمات الصادقة وهي تعبر عن شعورها الصادق تجاه من هو أصغر منها وتراه كأخيها الصغير وهي لاتعلم إنه يموت في كل حرف نطقته ويحيا في كل حركة تصدر منها .
لاتدري مافي قلبي  الصغير من حب وعاطفة منذ عرفتها وما أشعر به من أمان حين تكون إلى جواري .

اقول لها على خجل :قيل لي أنك مخطوبة .
-نعم
*هل تحبين خطيبك ?
-لا أعرفه
*متى ستزوجين به ?
- قريباً

ليتني ما سألتها وليتها كذبت عليِّ أو ليتها سكتت .

تلتفت إليَّ وتقول :مالك هل أنت مريض ?
*لا .
لاتعرف ما بداخلي افكر ماذا لوقلت لها انني احبك ?
ماهي ردة فعلها تجاهي .في مخيلتي إنها ستقول لي أنت قليل أدب .
لذلك أحبس كلماتي في صدري وعبراتي في عيني ولكن لا أستطيع أن أخفي حشرجة صوتي .

-تقول لي :تغير صوتك هل أصابك برد ?
*لا

-هاه إذاً أنت حزين .
*لا

تقوم وهي تتململ وتقول لي كالعادة :
-وضعت لك العشاء في الثلاجة وجهزت لك الفراش في غرفتك الله معك تصبح على خير .

*وأنتِ من أهله .

ليست الوحيدة في ذالك البيت الذي يعج بالأحياء فهم كثيرون ولكنها الوحيدة اللطيفة التي تهتم بي كضيفٍ عزيزٍ ويستحي أن يطلب الشيء حتى ولو أراده .
تمشي إلى غرفتها وتغلق أبوابها واظل أنا في مكاني حزينا أفكر هل أقول لها ?
بالطبع لا .
يدخل أحدهم الى غرفة التلفزيون وأنا معكوفا أمام التلفاز .
يقول لي :
-لما لا تنام
*هاه حتى أشاهد نشرة الأخبار
- أي نشرة الساعة الآن الحادية عشرا مساءً.
*أشاهد حصاد الجزيرة .
-هاه إذاً مشاهدة سعيدة ولكن خفض صوت التلفزيون تصبح على خير .

*وأنت بألف خير ــــــ تمام .
أي تلفاز وأي صوت أنا لم أشعر به أصلا فحين كانت بجواري كنت انظر إليها وأهتم بها وحين ذهبت أفكر بها وليس لي همٌ سواها .

//////////////////////

🖋علي المصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *