الصباح الجميل ٤٣ إعداد مروان الشرعبي

الصباح الجميل  ( 43 )
________________

عزيزي / عزيزتي
اعرف جيدا أنك في هذا العصر الذي يريدون منك أن تكون مُفصّلاً على حسب أهوائهم، تُحبّ ما يحبّون وتكره ما يكرهون، إذا تقنّعت بقناع الخداع أحبّوكَ وأكبروك، وإن خرجت عليهم وقلبكَ في لسانكَ طردوك من الرحمة وأصغروك!
لأنها حياة واحدة تعيشها.. لا تنافق، قل ما تعتقد قبل أن تموت، كن كبيرًا بعينيّ نفسك وهذا يكفي.

‏البعض يريدُ منك ولا يريدك أنتَ
والبعض يريدُكَ أنت لا يريدُ منكَ
هناك أشخاص يحبونك وقت الفراغ
وأشخاص يتفرغون لمحبتك
ثِقْ أن الشخص الذي يحبك بصدق
هو من يَبحث عنك وهو في قِمة انشغاله
وليس وهو في قمة فراغه
فليس هناك إنسان مشغول تمامًا عمن يحب
هي مسألة أولويات فقط.

‏أنا أعمق من تلك الصورة التي في مخيلتك لي، أكثر قوة من هذا الذي تراه يكتب حزنًا، أشد لا مُبالاة من هذا الذي يُعاني من القلق والخوف دائمًا، وأكثرهم إنسحابًا في حين أنك تظن بأني لن أتجاوزك، أنا شخصٌ آخر لم تتمكن الأيام من شرحي لك ولن تستوعبني ظنونك أبدًا .

‏"ولأنك لم تتخابث يومًا لم تنجح علاقاتك كثيرًا، ولأنك أنقى مما ينبغي تُقتل في أضعف ركن بقلبك، ولأنك تمنح جدًا وتغفر دومًا يُستهان بطهرك."

الأيّام والمواقف ستغيّرك كثيراً ؛ لين قلبك سيختفي شيئاً فَ شيئاً وعاطفتك المُفرطة وإنسانيّتك ستصبح بحدود ؛
لكنّ أسوأ ماقد يصيبك أنّك لن تعود قادراً على البكاء حتّى لو كُنتَ في عزاء أحدهم أو مرضه !

عَلــَى المرء أن يكتبُ بمداد روحه ، ان كان كاتباً بحق ، عليه ان لا يراعي الناظر اليه والحاكم على غموض حرفه مهما كان النص ملغزاً ، اكتب تبعثر على السطر ، اطبق عليك الطباق لا تخش الجناس وأحرق الكناية بشرارة الاستعارة ، فقط اكتب. !!

نحنُ لا نسقط عندما تشح الاكتاف بل نتكأ على ذواتنا .
.وهل يوجد أعظم من ذات المرء لنفسهُ؟

________________
إعداد أ/ مروان يحيى الشرعبي