الاثنين، 12 أكتوبر 2020

أشبه بجثة مشوه بقلم فاطمة سليماني

أشبه بجثة مشوهة

    يا لهذا النحيب الطويل ، لقد ربا العجين انتفخ بعد اختماره ، ما كنتِ لتفارقيني أيتها الأيام الساحرات بأزهار أمجاد الخالدات ، بهذا أناجي نفسي ليهتز الضوء عبر البحيرات ، احتلت كوبا منها مكانا لأوراق  المساءات القديمة ، لتنمو ببطء مثل الملفوف تتقاذف الجرس بمرارة لتنفجر  وتهشم القرف ، تتذوق الكيمياء السائلة لتغيير فكرة  هامبرس  :" فقط اضغط ، واضغط حتى تموت " ، منتحرا في معركة عاصفة ثلجية بدت دائما عندما نكون عند نقطة من قتل نفسنا ، هاوية تصب ماء الجسد ترتق هوّة الفراغ المتخم المتصدع بصدى قصيد  حروفه ثملت  بمُراهن على عذب  الحزن  قبل أن يستقيل في حانة الجاذبية ،  لتفارقيني من تعب الدوران أيتها الأيام الساحرات ..
   وا ها ،  أيها العارفون بقلب الإنسان،  من سيجرؤ على  الاستماع لتنهدات المتوحدين والتائهين في ضيق جحيم مفعم بوجع لسعة العنكبة المضللة بسمها النفس والعقل ، مجاهدان لا قابعان  في المغاور ، المجتران ميتات متنوعة  تجتمع في إيقاع واحد بين تذكيرنا بالزمان ومحو  شعورنا بهذا الأخير في قسم  الوزن  بالقبض على زمام يَد هذا الزمان  للتصادم  بجميع ما في الأرض ، فتتساقط أوراق الكستناء واحدة بعد أخرى قبل شويها ، منتزعة بلا جذور قرب السياج متأففة  ، هذا هو الحزن الذي يأتي قبل البيع ، بتشريح الحياة لفهم طبيعة الإنسان .
   الجرح هنا ينزف ليرقى الحال ، فلا يحفز سوى أن أصبح لا مرئيا على هذه الأرض ، لتتقد فتنطق غرغرة  جوفاء من داخل أمعائي المصابة بالانتفاخ ، وقدماي تهسهس ليلتها كلها في شارع نحيل يفضي إلى شبح يصعب احتكاره متراكم بتشنجات المصروع وزبده ،  لأفكر بالكلام هل ثمة معنىََ سارتري لهذا الشيء ؟ أو ثمة نسق  فوكاوي  يخترق أعماقنا لينبع الفكر الحر من  ذاك النزف  ليرقى الحال إلى  درجة لا يضيق عنا نطاق النطق ، فالحياة بحاجة إلى ارتقاء المرتفعات ، فلا غنىََ لها عن الدرجات والدركات ، لينادي نيتشه  أعماق السرائر  الكفيفة البصر : " انظروا ، أيها الصحاب ، هاهي مغارة العناكب فارسلوا عليه نظرات المستلهمين " ، لأفكر بالكلام  باقتلاع جناحي  يعسوب ، لأحظى بقرن  فلفل ، ليرد " باشو" على تلميذه ، لا هذه ليست قصيدة لأنك  تقتل اليعسوب الأفضل  والأجمل أن تقول :" أضف جناحين إلى قرن فلفل وستحظى  بيعسوب " ..
   يا لهذا النحيب الطويل ، فليحشد كل منا قواه في  عراك جلل ، يهاجم النور الظلمة حتى لا يذهب إنشادنا جزفا ، فقط لا تضغط ، لا تضغط حتى لا تغتال الرصاصة الشمس .

فاطمة سليماني                        2020 - 9 - 29

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *