أشبه بجثة مشوهة
يا لهذا النحيب الطويل ، لقد ربا العجين انتفخ بعد اختماره ، ما كنتِ لتفارقيني أيتها الأيام الساحرات بأزهار أمجاد الخالدات ، بهذا أناجي نفسي ليهتز الضوء عبر البحيرات ، احتلت كوبا منها مكانا لأوراق المساءات القديمة ، لتنمو ببطء مثل الملفوف تتقاذف الجرس بمرارة لتنفجر وتهشم القرف ، تتذوق الكيمياء السائلة لتغيير فكرة هامبرس :" فقط اضغط ، واضغط حتى تموت " ، منتحرا في معركة عاصفة ثلجية بدت دائما عندما نكون عند نقطة من قتل نفسنا ، هاوية تصب ماء الجسد ترتق هوّة الفراغ المتخم المتصدع بصدى قصيد حروفه ثملت بمُراهن على عذب الحزن قبل أن يستقيل في حانة الجاذبية ، لتفارقيني من تعب الدوران أيتها الأيام الساحرات ..
وا ها ، أيها العارفون بقلب الإنسان، من سيجرؤ على الاستماع لتنهدات المتوحدين والتائهين في ضيق جحيم مفعم بوجع لسعة العنكبة المضللة بسمها النفس والعقل ، مجاهدان لا قابعان في المغاور ، المجتران ميتات متنوعة تجتمع في إيقاع واحد بين تذكيرنا بالزمان ومحو شعورنا بهذا الأخير في قسم الوزن بالقبض على زمام يَد هذا الزمان للتصادم بجميع ما في الأرض ، فتتساقط أوراق الكستناء واحدة بعد أخرى قبل شويها ، منتزعة بلا جذور قرب السياج متأففة ، هذا هو الحزن الذي يأتي قبل البيع ، بتشريح الحياة لفهم طبيعة الإنسان .
الجرح هنا ينزف ليرقى الحال ، فلا يحفز سوى أن أصبح لا مرئيا على هذه الأرض ، لتتقد فتنطق غرغرة جوفاء من داخل أمعائي المصابة بالانتفاخ ، وقدماي تهسهس ليلتها كلها في شارع نحيل يفضي إلى شبح يصعب احتكاره متراكم بتشنجات المصروع وزبده ، لأفكر بالكلام هل ثمة معنىََ سارتري لهذا الشيء ؟ أو ثمة نسق فوكاوي يخترق أعماقنا لينبع الفكر الحر من ذاك النزف ليرقى الحال إلى درجة لا يضيق عنا نطاق النطق ، فالحياة بحاجة إلى ارتقاء المرتفعات ، فلا غنىََ لها عن الدرجات والدركات ، لينادي نيتشه أعماق السرائر الكفيفة البصر : " انظروا ، أيها الصحاب ، هاهي مغارة العناكب فارسلوا عليه نظرات المستلهمين " ، لأفكر بالكلام باقتلاع جناحي يعسوب ، لأحظى بقرن فلفل ، ليرد " باشو" على تلميذه ، لا هذه ليست قصيدة لأنك تقتل اليعسوب الأفضل والأجمل أن تقول :" أضف جناحين إلى قرن فلفل وستحظى بيعسوب " ..
يا لهذا النحيب الطويل ، فليحشد كل منا قواه في عراك جلل ، يهاجم النور الظلمة حتى لا يذهب إنشادنا جزفا ، فقط لا تضغط ، لا تضغط حتى لا تغتال الرصاصة الشمس .
فاطمة سليماني 2020 - 9 - 29
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب