إيقاع الكتابة بقلم الكاتبةخلود هضبان

علمنا الذي نحب، علمنا نحُن معشر الكُتاب، ملاذاً ودفئ أرواحنا عندما أصبح هذا العالم أكثر وحشية، نهرب إلى قوقعتنا، حيث نستدعي هُناك مفرداتنا ونرتفع إلى عرش أبجدياتنا، تتراقص على أناملنا حروفً أنغامها ممزوجة ببحتِ أصواتنا،  تُدعِبنا همساتُها حين ما نُبحر في خيالنا العميق،

لكي تعزف قيثارها، على أوتار قلوبنا الحساسة، نعزف الحياة بكل اطيافها، وألوانها المختلفة، احزانها افراحها ألآمها، خذلانها، منعطفاتها السميكة، شفراتها الحادة والدقيقة،

نحارب كل هذا  بهيمنة وسلطنة أبجدياتنا التي تشكلها أناملنا كيف شأت، نحُن لدينا جيش من الحروف لايُعد ولايُهزم، بإمكاننا أن نُشنْ حروباً هادئة جداً  ليس هُناك دِماء أو جرحى، ولادخان يتصاعد، ولاأصوت طلق الرصاص،

وليس هنُاك إيقاعات مزعجة، أنتمْ لاترون شيءً  كل هذا يحدث ويختبئ في دهاليز قلوبنا، ولايحسْ بهذا أحداً  سوانا، كل مافي الأمر أننا نشكل أحرف متناغمة، وننتصر دائماً  مهما كانت الخسائر فادحة،  نقبع وننعزل غالباً في مِحارب الكتابة وننسج من ملكوت أحرفنا  على تلك الصفحات  أسطر،
أتدرون لماذا؟!

لأن الكتابة عالم  يستوطننا قبل أن نستوطن فيه.