الخميس، 17 ديسمبر 2020

سرداب الشعور بقلم الكاتبه عازفة الليل

*سرداب الشعور*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ•

كُنْت وحيدًا ترافقني خُدُوش المرايا، دفعتني الخيبات أَن أرْتَدِي مِعْطَف مِنْ الْكَآبَةِ، جَسَدِي أَصْبَح نحيلاً وعيناي اِغْرَوْرَقَتْ بِالدَّمْعِ، كُلَّمَا مَدَدْت يَدَي للأمل تحرقني لفحاته الْكَاذِبَة، أَتَوْهُ فِي عَالَمِ اللاشيء، لأغرق فِي سُباتِي اللَّا مَعْهُود.

وحيدًا بِلَا ظلّ، بِلَا وطنٍ، بِلَا أصْدِقَاء، حَتَّى ذَاكَ الَّذِي كَانَ يشاطرني هزيمتي وَالْبُكَاء، رَحَل بِلَا عَوْدِة، وَلَا أَظُنُّهُ يَوْمًا سَيَعُود.

إلَى مَتَى وَأَنَا أركض خَلْف أَزْمِنَة الْعُمْر وحيداً؟

إنَّنِي أَشْهَد مَوْتِي المتعرج خَلْف مدارات النِّهَايَة، أذوي فِي عُمْقِ الِاشْتِهَاء، انْتَظَر عَلَى حَافَّةِ الْغُيَّاب بَريق مِن الضَّوْء، فالمحطة القَادِمَة عَلَى مَا يَبْدُو مُعْتَمَّة، مسافاتها هَائِلَة بالتشظي وَالْحَنِين.

الخيبات تَعْزِف الْوَجَعَ عَلَى نايات أغواري، كُلِّ لَحْظَةٍ صَامتة صَنَعْت لِي أَلْفَ ثُقْبٌ يَحْتَرِق، وَأَنَا التَّائِه أطرافي كُلُّهَا ممزقة، وَقَلْبِي يَمُوت بِبُطْء، حَتَّى جَوَارِحِي الْعَمِيقَة أَصَابَهَا زَمْهَرِير الْخِذْلَان.

آهٍ . . شُعُورِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ بَائِس اِنْدَفَن فِي سِرْداب الزَّيْزَفُون، وكأساتي ترتشف نَبِيذ مِنْ الْوِحْدَةِ، لتنساب الْوَحْشَة عَلَى صَدْرِ الرَّصِيف، فالأنواء طَريدَة، وَقَلْبِي جَرِيحٌ مِثْل وَطَنِي.

يَا سَوْسَن الِاحْتِضَار، شَمْعِة مُرْسَلَة يَتَحَتَّم عَلَيْهَا إِخْمَاد عتمتي، فَالْمَاء وَالدُّخَان يتصارعان مِن سيحظى بروحي، شَهِيٌّ وَجَعِي، مَا أَلَذّ حُزْنِي حِين يُدَس وَجْهِي عَلَى أَوْرَاقَه لأشرع صَمْتِيّ فِي مَعْرَكَةِ الذَّات المحتدمة، حِينِهَا تتعرى مَسافات الشُّعُور عَلَى نَاصِيَةِ الزَّمَن الْهَارِب.

#عازفة_الليل
17_12_2020 م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *