ِجوهرتي
لو لم تكوني حروفاً في مخيلتي
ما أينعت من ثمار الشعر قافيتي
إذا أسرتُ بشعري كلَّ ذائقةٍ
فأنتِ منبعُ إلهامي وملهمتي
لو لم تكوني ملاكاً في رؤى مقلي
ما كان للحسنِ تفنيداً على لغتي
لو لم تكوني تلاحيناً على شفتي
ما كان لاسمكِ تنغيماً بأغنيتي
لو لم تكوني دليلاً في خطا سفري
لأجفلت في قفارِ البينِ خارطتي
بحثتُ عنكٍ طويلاً مثلُ أمنيةٍ
حتى أنختُ بذاك اليوم راحلتي
كأنما قدري الميمونُ أرشدني
ليورقَ الزهرُ من أكمامِ أمنيتي
بنيت عرشَكِ في قلبي فكنتِ بهِ
مليكةً تتباهى وسطَ عاصمتي
كنتِ وما زلتِ --يا بنتَ الكرامِ--سنا
نورٍ يشعشعُ في صبحي وأمسيتي
وأنتِِ في محجرِ العينينِ بؤبؤها
أراكِ دونَ حسانِ الكونِ فاتنتي
أراكِ فوقَ نساءِ الكونِ منزلةً
لأنَّكِ لم تكوني أية امرأةِ
ِ شريكةُ العمرِ بالإحساسِ ما فتئت
رهافةُ الذوقِ تروي نبضَ أوردتي
وكنتِ -إن لمَّ ديجورُ الزمانِ بنا -
صبحاً يجددُ من عزمي ومن ثقتي
لأنكِ أمُّ أولادي فأنتِ هنا
نبضٌ وطيفُ نسيمٍ في حشا رئتي
فراشةٌ تتسامى في لطافتها
ونورسٌ يتهادى فوق أشرعتي
إذا الحنانُ تجافى من حشا امرأة
حاشا يجافي من الأحشاءِ جوهرتي
الأستاذ / يحيى حزام الحايطي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب