الاثنين، 19 أبريل 2021

يا غافلآ، بقلم الشاعر/حسين الأصهب

مرثيه الفقيد
محمد علي محمد ناجي

""""

ياغافِلاً إسْتَفِقْ فالموتُ ينتضِرُ

واعْمَلْ لِيَوْمٍ بِهِ الأهوالُ تستعِرُ

لا تأمن الدَّهرَ لايُغريكَ بَهْرَجُهُ

فَكُلُّ نَفْسٍ على الدُّنيا ستحتضِرُ

دَعِ الرُّكُونَ وعِشْ دُنياكَ في وَجَلٍ

سِلاحُكَ الزُّهْدُ والإذَّعانُ والحَذَرُ

وطَيِّبِ الزَّادَ إنَّكَ فيهِ مُرْتَهَنٌ

إياكَ يُرديكَ ما قد كُنتَ تَدَّخِرُ

فالقلبُ إن حلَّ فيهِ الذَّنبُ يُتلِفُهُ

والماءُ إن حلَّ فيهِ الرِّجسُ يعتكِرُ

فلتقصُدِ اللهَ يَهْدِيْكَ السَّبيلَ إلى

جَنَّاةِ عَدْنٍ ليَبلُغَ دَرْبَكَ الظَّفَرُ

ياساكِناً جَوفَ أرضٍ بعدما سَكَنَتْ

في كُلِّ قَلْبٍ لَكَ التَّذْكِيْرُ والسِّيَرُ

إليكَ أرسلتُ بالأشواقِ قافلتي

من إخوةٍ أزَّهُم في مَوتِكَ السَّفَرُ

رحلتَ في غِرَّةٍ عنَّا فما قَوِيَت

قلوبُنا مِن أليمِ الحُزنِ تصطبِرُ

جعلتَ ألبابَنا بالموتِ جاهِلةً

كأنَّا لم تأتِنا من قبلكَ العِبَرُ

فبغتةُ النَّعي للألبابِ مُذهِبَةٌ

إدراكُها مثل حال القومِ إن سَكِرُ

قُلتَ الشَّهادَةَ أيُّ الفوزِ نِلتَ بِهِ

اللهُ مِن رِفْعَةٍ أهداكها القَدَرُ

رحلتَ والذِّكرى في الأذهانِ باقيةً

تفوحُ أطيابها في ذِكْرِها البَشَرُ

نبكيكَ حُزناً وإن تُبدى نواجِذُنا

فالحزنُ في القلبِ حال البِشْرِ يَسْتَتِرُ

تاللهِ ما جِئتَ يوماً أرضَ مجلِسِنا

إلا مضى سأمُنا والحُزنُ يندثِرُ

كَأنَّكَ الصُبحُ واللَّيلُ البَهِيمُ على

شُروقكَ السَّاطِعُ البَرَّاقُ يَنتَحِرُ

كُنتَ النصيحَ لنا في كُلِّ منفعةٍ

وواعِظاً كُلَّما بِالتِيْهِ ننتشِرُ

جعلتني أنثرُ الأشواقَ في حَرَقٍ

إليكَ والقلبُ من فرقاكَ يعتصِرُ

جعلتني أجعلُ الدّمعاتَ مِحْبَرَةً

يَخُطُّها في الكتابِ الحُزنُ والضَّجَرُ

أيقضتَ أحزاني أحييتَ الجِراحَ لها

في يوم فرقاكَ جيشُ الغمِّ قد حضروا

ماللفُراقِ يجرّعني الأسى ألماً

كأنَّ أكوابَهُ تأتي بِها سَقَرُ

فَكُلُّ كأسٍ إذا ما جِئتُ أشْربهُ

إنخرَّ عضمي بِهِ والشَّحمُ ينصَهِرُ

إلى متى تُغرَسُ الخيباتُ في سُبُلي

ويستعانُ على إبهاجي الكَدَرُ

أكُلَّمَا جِئْتُ أرثي الرَّاحِلينَ عسى

من عاتِقي الغمُّ والأحزانُ تنحدِرُ

أجِدْنِي كالزَّوْرَقِ المَخْرُوْقِ ليسَ لهُ

في البحرِ واٰقٍ لِخرقٍ هَدَّهُ الضَّرَرُ

مَلَلَتُ مِن خُلَّةِ الأحبابِ فرقتِهِم

فَحُرقةُ الحُزنِ لا تُبقي ولا تَذَرُ

ومُرْهَفُ القَلْبِ مِثْلُ القَشِّ نَحْسَبُهُ

لِكُلِّ نَحْوٍ لِهَبِّ الرِّيْحِ يَئْتَمِرُ

نسجتُ من كلِّ آلام الجَوَى كفناً

فصارَ يرقُبُ جسمي الموتُ والحُفَرُ

إليكَ ياربّي لا للناسِ أبعثُ ما

أذابني مَكْثُهُ في قلبي  السَّهرُ

كُن لي ملاذًا وكُن بِالطِبِّ ذو كَرَمٍ

إذا الطبيبُ مضى بالطبِّ يحتكِرُ

ألقيتُ في بابِكَ الأبيات ساجِدةً

مضمونها أنني أرجوكَ  أنتصِرُ

وكلُّ عُضوٍ شَكَاكَ الضرَّ في جسدي

فأنتَ غوثُ الذي قد مسَّهُ الضَّرَرُ

*حسين الأصهب*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *