القدس لن تموت
القدسُ في قلوبنا
وفي دمائنا
تجري كما
تجري العصورُ
والسنينُ والحِقبْ
طهارةٌ بها
قداسةٌ لها
ليلاً لها
سرى نبينا
على البراق قد وثبْ
وقدسُنا
وكلُّ مابها
مقدّسٌ
ترابُها احجارُها
سكانُها
زيتونُها وتينُها
نخيلُها والتمرُ والعنبْ
وبيننا وبينها
علاقةُ السماءِ
والأصلِ والدماءِ
والأرضِ والنسبْ
فكم لأجل عينها
يذوبُ شعرُنا
وتنتشي بسحرها
الألحانُ والطربْ
فيروزُ قبلنا
للقدس انشدتْ
القدسُ ملكنا
والبيتُ ملكنا
فحارنا ضميرُها
أللصليبِ عودهُ
أم لليهود عودهُ
أم أنّهُ يعودُ للعربْ
ومادرتْ
مدينةُ السلامِ
والحبِّ والوئامِ
قد اصبحتْ
اسيرةً تحفُّها الكربْ
ها قد أتتْ
جحافلُ الغزاةف
وما أتى الغضبْ
والعربُ في سباتهم
ماهمهم
بأنْ تموتَ قدسُنا
أو أنْ تموتَ بعدها
بغدادُ أو حلبْ
فيروزُ أخفقتْ
ومادرتْ
أنَّ السكوتَ من ذهبْ
ومثلها
درويشُ قد شدا
أنا عربي
مفاخراً
يصارعُ العناءَ والتعبْ
درويش نمْ
فالذلُ في البلاد
قد حطَّ وانسكبْ
والعربُ خانعةْ
تقودها مخبولةٌ
ياشاعري حمالةُ الحطبْ
ياويحها
لحضرةِ اليهودِ
ذليلةً تحركُ الذنبْ
خيولها عن الجهادِ
أحجمتْ
سيوفها
مصنوعةٌ من الخشبْ
وكلُّ جهدها
إذا استبيح دينها
أوأرضها أوعرضها
محاصرٌ
في الشجب والخطبْ
درويش مات متعباً
من النداء ياعرب
درويش مات صامداً
مكفناً
براية الجهاد
والشعر والأدب
فيروز ماتت
درويش مات
والقدس لم تمت
والقدس لن تموت
والحق لن يموت
في القدس ماترى
اشجارها احجارها
أطفالها
بل فيها عزةٌ
في جوف كل ساكنٍ
عزيمةٌ تثور كاللهب
تسوق للورى
مايصنع العجب
والنصر من بعيد
أراه مقبلاً
قد لاح واقترب
لتنتهي
جحافل الغزاة
كما انتهت
اكذوبة القُبب
فايز دبوان الفراص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب