... سلامٌ عليك .....
شعر / محمد إبراهيم الرقيحي
بنَفسِكَ فَلتَعظُمْ، وأَعظِمْ بِشَانِهَا
وأَكرِمْ بِها، فالدَّهرُ طَوعُ بَنَانِهَا
أَلا اجعَلْ لَها القَدرَ الَّذي تَستَحِقُّهُ
ولا يَلفَهَا مَن كَانَ دُونَ أَوَانِهَا
بَلَى، إِنَّها نَجمُ الثُّرَيَّا وإِنْ أَبَوا
وإِن أَوضَعُوا مِن قَدرِهَا ومَكَانِهَا
بحَسبِكَ ذُو الأَحقادِ مِن فَرطِ جُبنِهِ
تَناوَلَ مِنكَ العِرضَ مِثلَ جَبَانِهَا
فلا شَيءَ مِنهُم تَتَّقيهِ سَوَى أَذًى
إِذَا أَشرَعُوا مِن ذاكَ سُمرَ لِدَانِهَا
عَلَى مِثلِها مِن خُطَّةٍ فاستَعِنْ تُعَنْ
وقَدرَكَ يُعرَفْ رَغمِ أنفِ مُهَانِهَا
ـ *******
بنَفسِكَ، لا تَحفَلْ بِمَن دُونَهَا وكُنْ
أَبِيًّا عِصامًا رافِضًا لِهِجَانِهَا
سَلامٌ عَلى أَفعالِكَ الغُرِّ إِنَّهَا
سِجِلٌّ مِنَ الحُسنَى ومِن عُنفُوَانِهَا
حَرَى بِلِسانِ الدَّهرِ يَلهَجُ ذَاكِرًا
تَسابِيحَها، أَو دَارِسًا لِلِسَانِهَا
عَزاءً وسَلوَى أَيُّها الجَبَلُ الَّذي
يُحاوِلُ ذُو النُّكرانِ نَيلَ مُصَانِهَا
فأَنتَ الفَتَى مَا ثَلَّمَ الدَّهرُ حَدَّهُ
فيَركَنَ في الجُلَّى لقَولِ جَبَانِهَا
وأَنتَ الفَتَى مَا أَطفَؤُوا مِن طُمُوحِهِ
ومِن عَزمِهِ وَقدًا ذَكَا مِن دُخَانِهَا
وأَنتَ الفَتَى لَم يَدنُ مِن طُهرِكَ الصَّفَا
وأَنتَ عَنِ البَغضَاءِ مَن لَم تُدانِهَا
تَرَفَّعتَ عَنهَا سالِكًا غَيرَ لُؤمِهَا
ومُطَّرِحًا مِنهَا حَقيرَ افتِتَانِهَا
ومُكتَسِبًا ذِكرًا يَضوعُ لِأَنَّهُ
قَرينُ النَّدى والمَجدِ وابنُ قِرَانِهَا
وأَكرَمتَ فِيهَا صِيتَ مَجدِكَ أَن يُرَى
مُذالاً، ويُلفَى عِلكَةً لِقِيَانِهَا
ودَينٌ عَلَى الإِنسانُ إِكرَامُ نَفسِهِ
كَما يُكرِمُ الضِّيفانَ أَهلُ حَنَانِهَا
ـ *******
ويَا أَيُّها الشَّوكُ الَّذي في حُلُوقِهِم
تَسَامَ، فمِنكَ اليَومَ ثَنيُ عِنَانِهَا
أَمامَكَ تِمثالٌ مِنَ القَشِّ وَاهِنٌ
هَذَى لاغِيًا بالهُجرِ مِن هَذَيَانِهَا
وأَغراهُ بَعضُ الأَرذَلينَ مُرَاهِنًا
ومُنتَشِيًا مِن زَيفِهَا بِرِهَانِهَا
رَأَى جَهدَهُ أَن يَشحَنَ النَّاسَ بِالجَفَا
ولَو قالَ حَقًّا كانَ أَعلَى زَمَانِهَا
أَلا إِنَّها الدُّنيَا نَصيبٌ وَقِسمَةٌ
ولا بُدَّ كُلٌّ واقِعٌ في امتِحَانِهَا
أَإِنْ صَفَّقَتْ بَعضُ المُسوخِ لِقَولِهِ
تَحَسَّبَها عَونًا عَلى حَدَثَانِهَا
ـ *******
لِيَشرَقْ بِكَ المَأفونُ مِن كُلِّ نَافِثٍ
كَوَامِنَهُ، لا تُحبَسَنْ في احتِقَانِهَا
عَليكَ عَوَى مُستَكلِبُونَ زَعَانِفٌ
نَواصِبُ لا تَألُوكَ مِن شَنَآنِهَا
وكَانَ أَبُو جَهلٍ أُحَيمِقَهَا نُهًى
رُوَيبِضَةً عَيًّا بَذِيءَ بَيَانِهَا
لَئِن كانَ ذا جَهلٍ فهاكَ أَبًا بِهِ
يُكَنَّى، ليُروَى شَاهِدٌ مِن عِيَانِهَا
يُقالُ لَقد أَجرَوا عَليهِ جِرَاحَةً
أَلا لا يُغادِرْهُ أَليمُ طِعَانِهَا
وأَمَّا ابنُهُ المَشبوهُ عِكرِمَةٌ فَقَد
كَفى الحُمقُ مِنهُ الخَلقَ مِن حَيَوَانِهَا
حُثالَةُ أَنذالٍ وبَعضُ شَرَاذِمٍ
تَوَلَّوا كَما وَلَّى عَبيدُ حِرََانِهَا
ـ *******
تَمَثَّلْ بِقولِ ابنِ الفُراتَينِ عِندَمَا
تَضايَقَ مِمَّا عَاشَ مِن نَزَوَانِهَا
"حَنانَيكِ نَفسِي لا يَضِقْ مِنكِ جَانِبٌ"
وكُونِي عَلى مَا اشتَدَّ سَهلَ مِرَانِهَا
أُعيذُ المَعالِي مِن خَنافِسَ مِثلَهُم
فإِنَّهُمُ شَرٌّ لكُلِّ جِنَانِهَا
وإِنَّ مِنَ الأَيَّامِ حُلوًا كَحُلوِهَا
ومُرًّا كَما تَرمِي بنَصلِ سِنَانِهَا
خَبرتُ الوَرى طَبعًا، فأَيقَنتُ أَنَّهَا
تَدورُ مَعَ الأَهواءِ في دَوَرَانِهَا
إِذا ما دَعا دَاعِي المُروؤَةِ أَبطَؤُوا
عَليهِ وقالُوا ما لَنا في دَنَانِهَا
وإِن عَلَّلَتهُم نَسمَةٌ مِن مَصَالِحٍ
رَأَيتَهُمُ هَبُّوا إِلى مَهرَجَانِهَا
هُمُ الناسُ إِمَّا مُؤمِنٌ مُتَبَتِّلٌ
وإِمَّا قَمِيءٌ مالَ عَن جَرَيَانِهَا
وصَابِرْ، فإِنَّ الصَّبرَ أَحمَدُ مَبدَأً
وعَاقِبَةً لِلمَرءِ في هَيَجَانِهَا
عَلَى مِثلِها مِن خُطَّةٍ فاستَعِنْ تُعَنْ
وتُكفَ شِرارَ الخَلقِ مِن غَثَيَانِهَا
#سلامٌ_عليك
#محمد_إبراهيم_الرقيحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب