خلد النعيم
إذا بسَمتْ خِلتَ خُلد النعيمْ
وإن عبستْ يصطليك الجحيمْ
جنانيةُ الحور والمُشتهى
وعذب الزلال ومعنى الأليمْ
نعم هيَ خشفٌ متى زانها
ونارٌ متى أشعِلتْ بالهشيمْ
فضدّينِ ماءٌ وثلجٌ ونارْ
وحبٌ وهجرٌ وليلٌ بهيمْ
تٌريكَ إذا ما أشتهت غضّها
نظارٌ وروضٌ وزهرٌ وليمْ
وإن كشّرت لاح من نابِها
زعاف السُمومِ ومعنى هزيمْ
فلا تأمن الدهر في قربها
لها مارج من ظنونٍ مقيمْ
تجرّعتُ منها مراراتها
وصدّتْ بعيد الغرام الحميم
بنيتُ لها في الحشا روضةً
وأسقيتها من زلالِ الصميمْ
غراماً وشوقاً ووجداً سما
وحبّا سرى في فؤادي الكليمْ
فما كنتُ إلاّ كسنمارِ في
جزائي وما خلتُ خِلّي يضيمْ
يحدّثُ نبضي وحرفي بها
تخاريفُ قلبٍ بها كم يهيمْ
تُصاولُ ذكراه مسرى الأنا
فيخفي سناهٌ إهاب السديمْ
وأستنزل الودق من لوعتي
ولكن رؤاها سرابُ عميمْ
يناجيك عن خفراتِ الحمى
وينبي عن الغدرِ فيمنْ يليمْ
فقلبي لِما عنّ في عاصفّ
وشوقي إذا شبّ بي لا ينيمْ
فشتّان بيني وبين الرشا
أذوبُ بها ليتها تستهيمْ
نجيب الطيار
الخرطوم السودان
١٣ / ٨ / ٢٠٢١ م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب