الأربعاء، 4 أغسطس 2021

المحرقة بقلم الشاعر/محمد إبراهيم الرقيحي


..... المُحرِّقة ...

شعر / محمد إبراهيم الرقيحي

* وعداوةُ الشعراءِ بِئسَ المُقتَنَى .. المتنبي العظيم

سَلامَةُ العِرضِ مَوفُورًا مِنَ الفَلَلِ
خَيرٌ لِمنْ كانَ ذا حَزمٍ وذا مَهَلِ

إنَّ الفَتَى الحُرَّ يَدرِي ما يُناسِبُهُ
مِن رائِعِ الذِّكرِ أَو مِن شائِعِ المَثَلِ

ومِنهُ أَحرَى بصَونِ العِرضِ مِن قَذَعٍ
فَتًى جَنَى ثَمَراتِ المَجدِ عَن كَمَلِ

يَختارُ مِن رُتَبِ العَلياءِ أَشرَفَهَا
وفي الجَواهِرِ مَا يُغنِي عَنِ العَطَلِ

والأَروَعُ النَّدبُ مَرهُونٌ بِما اكتَسَبَت
لَهُ يَداهُ فَمِن فَضلٍ ومِن خَتَلِ

أَمَّا السَّفيهُ فذُو جَهلٍ يُعَتِّقُهُ
مُدامَةً في دَنانِ الشَّارِبِ الثَّمِلِ

ـ *******

إِربَأْ بِنَفسِكَ أَن يَهجوكَ ذُو ذَرَبٍ
ماضِي اللِّسانِ لَهُ حَدُّ القَنَا الذُّبُلِ

وخَفْهُ وابعُدْ إِذًا عَنهُ، وإِن عَلِقَت
بِهِ حَبائِلُكَ ابتُرْها ولا تَسَلِ

قالُوا اتَّقِ الشَّاعِرَ الحَردانَ مُلتَهِبًا
شُعورُهُ، فَهْوَ بَيتٌ غَيرُ مُكتَمِلِ

إِلَّا إِذا فُهتَ أَنتَ الآنَ تُزعِجُهُ
فَقد خَلَطتَ عَليكَ السُّمَّ بالعَسَلِ

فَسوفَ يَشويكَ لَحمًا غيرَ مُكتَرِثٍ
وَسوفَ يُرديكَ فَحمًا غيرَ مُحتَفِلِ

جَزاءُ مَن نَفَخَ النِّيرانَ تُحرِقُهُ
وهَل رَأَيتَ ضِرامًا غَيرَ مُنفَعِلِ

وَلا تَلُمْهُ إِذا أَصبَحتَ مُنتَبَذًا
لَأنتَ أَولَى بِهذا اللَّومِ والعَذَلِ

إِذا هَفَا المَرءُ كَانَت كُلَّ سِيرَتِهِ
وزَلَّةُ البَازِ لا تُمحَى مَعَ الزَّلَلِ

ـ *******

يا أَيُّها القُمقُمُ المَحشُوُّ تُخمَتَهُ
سُوءَ القَذاراتِ مِن خِبٍّ ومِن مَذِلِ

يا فَارِغَ العَقلِ مِن عِلمٍ ومِن حِكَمٍ
وفَارِغَ القَلبِ مِن خُلقٍ ومِن نُبُلِ

ويا أَخا الحِقدِ والأَضغانِ تُخرِجُهَا
لُؤمًا كَما تُخرِجُ الأَسقامَ بالعِلَلِ

ويا غَضوبًا عَلى الدُّنيا بِأَجمَعِهَا
أَن لَم تُبَلَّغْكَ جَاهَ الأَصيَدِ البَطَلِ

بَلى، هِيَ النَّفسُ قَد مَنَّتكَ أُمنِيَةً
عُلِّقتَها، فَهْيَ مَسٌّ فيكَ لَم يَحُلِ

لَمَّا حُرِمتَ ونِلتَ الصِّفرِ عُدتَ بِهَا
غَضبانَ لَم تَمتَنِعْ عَنهَا ولَم تَنَلِ

ـ *******

دَعِ التَّعالِي فَأنتَ اليَومَ فِي شُغُلٍ
عنِ اسمِهِ وَهْوَ عَنكَ اليَومَ فِي شُغُلِ

يا صَاغِرًا لَم يَكُن هَمًّا ولا جَدَلاً
وسَوفَ تَبقَى بِلا هَمٍّ ولا جَدِلِ

سَفاسِفُ الأَمرِ كَم أَعياكَ مَطلَبُهَا
كَطالِبِ الرَّيِّ في وَهمٍ مِنَ الوَشَلِ

وكَم عَمِيتَ ولَم تُبصِرْ مُكابَرَةً
والنُّورُ أَبلَجُ لا يَحتاجُ لِلشُّعَلِ

ولَم تَزَلْ تَهتَدِي لِلسَّيرِ مِن عِوَجٍ
بِخَبطِ عَشواءَ في هَوجاءَ لَم تَزَلِ

مَا إِن تَسِيرُ بشَملٍ مِنكَ مُلتَئِمٍ
إِلا رَجَعتَ بجُرحٍ غَيرِ مُندَمِلِ

لَقَد تَطامَحتَ حتَّى صِرتَ طائِحَةً
بَينَ البَرايَا وأَينَ البَدرُ مِن زُحَلِ

ـ *******

زَعَمتَ قَولَكَ حَقًّا في مُغالِطَةٍ
وأَنتَ أَكذَبُ مِن حَافٍ ومُنتَعِلِ

سِيَّانِ عِندَكَ فُحشُ القَولِ أو حَسَنٌ
إِذا نَطَقتَ، فَلا تَخجَلْ مِنَ الخَجَلِ

تَعوِي عَلى النَّاسِ كَلبًا يَشتَهِي حَجَرًا
مِن صَرحِ نَعمانَ حَتَّى ساحَةِ الوَشَلِي

وإِنَّ ثَلبَكَ هذا ثَلبُ طاغِيَةٍ
لا ثَلبُ ذِي وَرَعٍ بالفَضلِ مُمتَثِلِ

ثَلبُ الرِّجالِ عَلى قَدرٍ ومَعرِفَةٍ
وأَنتَ تَثلُبُ ثَلبًا غَيرَ مُعتَدِلِ

خَلِّ المِراءَ وَدَعْ ما فِيكَ مِن دَجَلٍ
فَقد عَلِمناكَ صِنوَ الزَّيفِ والدَّجَلِ

ما لِلرِّئاسَةِ إِلا أَنتَ تُنقِذُهَا !؟
واللهِ قَد هَزُلَت يا مَعشَرَ الدُّوَلِ

ـ *******

وَأَنتَ يا شَاغِلَ الدُّنيا ومالِئَهَا
مِنَ القَوافِي بَيانًا غَيرَ مُبتَذَلِ

يا أَكرَمَ الخَلقِ أَخلاقًا وأَخلَقَهَا
بكُلِّ ما قِيلَ مِن مَدحٍ ولَم يُقَلِ

ويا أَعَفَّ، ويا أَنقَى، لَقَد مَلأَتْ
عَليكَ أَشداقَها بَعضٌ مِنَ الهَمَلِ

ويا فَتَى النَدَواتِ الغُرِّ تُذهِلُهَا
بكُلِّ مُرتَقِصٍ غَنَّى مِنَ الجَذَلِ

أَخلِقْ بِكَ اليَومَ تُدنِي كُلَّ ذِي ضَعَةٍ
وتُحرِقُ (العِجلَ) مَن (عُزَّى) ومِن (هُبَلِ)

ويا ابنَ أُمِّ النَّدَى والمَجدِ قَد عَقِمَت
عَن مَثلِكَ الدَّهرَ أَجيالٌ مِنَ الحِبَلِ

ـ *******

هَل تَحسَبُ النَّاسَ تَنفِي عَنكَ مَثلَبَةً
لَقد عَلِقتَ بِحُسنِ الظَّنِّ والأَمَلِ

اعلَمْ بِأَنَّ حَياةَ المَرءِ مُتعَبَةٌ
ومُرهَفُ الحَسِّ عَنها غَيرَ مُنعَزِلِ

لا بُدَّ يَلقاكَ مَأفونٌ أَخُو فَشَلٍ
مُهَلهَلَ الثَّوبِ، لم يُحسِنْ سِوَى الفَشَلِ

كَم يَغتَلِي أَنَّهُ أَلفاكَ مُجتَهِدًا
في حِينِ آثَرَ خَطوَ العَجزِ والكَسَلِ

فَإِن تَلقَّاكَ يَومًا لا تُعِرْهُ وَلا
تَزِدْ ورَدِّدْ عَلَيهِ قَولَكَ الأَزَلِي

شَمسَ المَكارِمِ حِلمًا إِنَّهُ طَفَلٌ
والشَّمسُ تَهتِكُ أَكوانًا مِنَ الطَّفَلِ

ودَعهُ يَهذِي فَما في النَّاسِ مُستَمِعٌ
إِليهِ إِلا سَميعٌ عائِبَ الجَبَلِ

ـ *******

بِغَيظِهِ فَليَمُتْ، مَا اختارَ مِن أَجَلٍ
لَهُ، ولا يَكُ إِلا أَسوَأَ الأَجَلِ

أَستَغفِرُ اللهَ إِلا مِن هِجائِهِمُ
إِن كانَ لا بُدَّ فِيما قُلتُ مِن جُمَلِ

فَإِنَّهُ واجِبٌ فَرضٌ يَرُدُّهُمُ
لِيَعرِفُوا الحَدَّ بَينَ الجِدِّ والهَزَلِ

لَكِنَّني لَم أَكُن إِلا أَخا أَدَبٍ
أَتيتُ مُقتَفِيًا شِعرَ الفَتى الهَبَلِ

والمَرءُ مَن زانَ طَبعًا في تَصَرُّفِهِ
لا مَن رَأَيتَ لَهُ عِلمًا بِلا عَمَلِ

وما مَلَذَّةُ أَن تَهجُو بِنافِعَةٍ
لكِن يَسومُكَ شَيءٌ غَيرُ مُحتَمَلِ

حُبُّ الصَّراحَةِ يُذكينِي فيَدفَعُنِي
أَذُبُّ عَن كُلِّ فَذٍّ فِريَةَ السَّفَلِ

لِيَسمَعِ الدَّهرُ مِنِّي كُلَّ قافِيَةٍ
غَرَّاءَ تَخلُو مِنَ الإِقواءِ والعِلَلِ

مِن كُلِّ شارِدَةٍ مِن حِكمَةٍ غَنِيَت
تَسيرُ في النَّاسِ سَيرَ الرَّكبِ والإِبِلِ

#محمد_إبراهيم_الرقيحي
#المُحرِّقة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *