. نفثات شعورية في محراب الشعر *(صَوتٌ سَماويٌ مِنْ الملكوتِ الحزين)* شعر: عبدالجليل الورد

.
      نفثات شعورية في محراب الشعر

    *(صَوتٌ سَماويٌ مِنْ الملكوتِ الحزين)*

             شعر: عبدالجليل الورد
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾

بِرغمِ مَا شابَ يبقى فِيْ الحروفِ فَتَى
يَخيطُ ثَوبَ الأمَاني بَينَ هَل وَمَتَى

بِرغمِ مَا عَاشَ مِنْ حُزنٍ وَمِنْ تَعبٍ
تلقاهُ ُيصنَعُ مِنْ صيفِ المجازِ شِتَا

كالاحتمالاتِ ...
لَا  شيئاً  يُحدِدُهُ
مُشَردٌ وِجهَتَاهُ فِيْ المَدى امتَحتَا

يُسابقُ الموتَ خَطواً..
يُطفي نَشوتَهُ
وَخطوتاهْ بِوجهِ الرملِ مَا اختَفتَا

مِثل الرّمَادِ احتِرَاقاً... كَيفَ تُحرقَهُ؟
وَكلّما زدتُ فِيْ إحرَاقهِ نَبَتَــا

يَمضيْ بروحينِ مِنْ سُعدٍ وَ مِنْ ألمٍ
وَكُلّمَا غابَ وعياً عنهمَا مَضتَا

يَزدادُ شَوقاً لأنثى الماء زَهرَتَهُ
وَكُلّمَا ازدَادَ شَوقاً وَصلهَا خَفَتَا

يستَوقفُ الريحَ..
يُدمي كَعبَ سُرعَتِهَا
حَتَى إِذا أيقنتْ مِنهُ الفرارَ أتَى

يُسائلُ الأرضَ...تأبى أن تُجاوبهُ
فيطمسُ الأفقَ فِيْ كَفيهِ إنْ سَكَتَا

يَظلّ يبحثُ فِيْ المرآةِ عَنْ خَبرٍ
مِنْ الخيالِ عَسَى يلقاهُ إنْ ثَبتَا

يُفتشُ الغيمَ يَمضي فوقَ عاتقِهِ
يَدقُّ أخمصَ نَجمٍ كُلّما التَفتَا

ينثالُ فِيْ ذرةِ الأشواقِ مرتسماً
بحمضِهَا وَعَلى جيناتِهَا نُحِتَا

صَوتٌ سَماويُ لَا تأبَى تَردُدَهُ
أحلَى مِنْ الرَوضِ والأنثى ومَا حَوتَا

صَوتٌ سماويُ..
تُحتَ العرشِ مُنذَبِحاً
يَسيلُ حَد ضَجيجِ النورِ إذْ نَصتَا

كألفِ أُغنيةٍ عَذرا و ألفِ صدىً
"لأمِ كَلثومِ" أو "فيروز" إذْ تَلتَا

عَلَى المَتاهاتِ مَفتون المضيّ فَكَم
رِجلَاهُ ظَلّتْ وقِوفاً كَم...وكَمْ مَشتَا

وَكَمْ تَمزّقَ بَحثاً عَنْ سَنَا وَطنٍ
دامٍ وَعيناهُ مُذْ زادَ البـَلا انطَفَتَا

يَظلّ يقطعُ بيدَ الليلِ مِمتَطياً
ظَهرَ السرابِ وضوحاً كلما بَهُتَا

فِيْ شاطئِ الحبرِ ممتداً تداعبَهُ
قصيدتان اختلاساً كُـلّمَا دَنتَا

ينأى عَنِ السطرِ..
يَبقَى فِيْ هَوامَشِهِ
مُتيّماً صَفحَتاهُ  بالأسَى اكتستَا

لَا شيءَ عَنهُ سِوىَ صَوتٍ يُلحِنُهُ
بِريشتيهِ زَماناً  كــُلّمَا  صَمِتَا

المحويت: ٢٠١٩/٤/١٣
          

                ┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄  
                     من مختارات:
              سلطان نعمان البركاني