( غريب بلا غربة ) بقلم الشاعر خالد الشرافي
لماذا أحسُّ بأنِّي غَريبْ؟
وأنِّي خَلِيٌّ فما لِي حَبِيبْ
و أنَّ اشتِياقِي بلِا لَوعَةٍ
وأنَّ احتراقي عَدِيمُ الَّهِيبْ
أُفَتِّشُ عَنّي بِهذا الضَّياع
ورُوحِي أنَادي فلا تَستَجِيبْ
و أعبُرُ ذاتِي إلى شَاطِئِي
فَينأى بَعيدًا وعنِّي يَغِيبْ
لِماذا سُؤالٌ فأينَ الجوابُ؟!
لماذا أَحِسُّ بِأنّي غَرِيبْ؟!
لماذا بِلادِي تُدانِي البَعِيدَ
وتُقصِي بِحِقدٍأخاها القَرِيبْ
وغابَ المُفوَّهُـ أضحى صَمَوتًا
وإنّ العَيِيَّ عَلينا خَطِيبٔ
وحتَّى السِّيادةَ تَهوى الـغَبِيَّ
ولاحظَّ فيها لِشَخصٍ لَبِيبْ
كِبارُ اللُّصوصِ تدِيرُ البُنوكَ
وتَسرقُ جهرًا مَعاش الشُّعوبْ
لِماذا.. سؤال بِغَيرِ صَدى
لماذا أحِـسُّ بِأنّي غَريبْ؟
لِماذا الظَّلومُ غدَا حاكِمًا؟
يُريقُ دِمانَا وما مِنْ حَسِيبْ
طُيورُ الظلامِ غدتْ في القصورِ
وفي السِّجنِ كلُّ كريمٍ أرِيبْ
ترقَّى الجهولُ رقيب العلومِ
وجهلٌ يُحاسبُ ذوقَ الأدِيبْ
وحُمقًا حجـبنا شُعـاعَ الصباحِ
حضنّا الظلامَ عَشقنا المَغِيبْ
لماذا سُؤالٌ بعيدُ المَدى
يَتيهُ الجوابُ بدربٍ يَشِيبْ
لماذاّ الأمـورُ نَقِـيضُ المُنى؟
ونحنُ انعِكَاسٌ لِقهرٍ رَهيبْ
و قُبحُ القَذارَةِ يَعلُـو هُـنا
ورجسٌ يعودُ بِشكلٍ عَجِيبْ
وهذا الزمانُ يَسيرُ بِبُطءٍ
و يَرتدُّ خلفًا لأمرٍ مُرِيبْ
وصـار المكانُ الّذي ضَمّنا
بِقلبٍ كَسيرٍ ووجهٍ كَئِيبْ
و إنِّي غَريـب ٌبِلا غُربـَةٍ
ودائِي عُضالٌ فهلْ مِن طبِيبْ
خالد الشرافي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب