.
إشراقات في شهر الخير والبركات
*(شلياق النور)*
شعر: محمد نعمان الحكيمي
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾
أتى رَمَضَانُ، ما أزكى أَنابَهْ!
وما زالت بقاع الروح غابه
وقد يبس الثرى بين السواقي
وبين المعصرات، فلا استجابه
كأن أعنة الإسفلت دسَّتْ
شرايين التحجر في السحابه
فأضحت لا تموسمها طقوسٌ
ولا زفرات وَجْدٍ، أو صبابه
* * *
أتت ظلل الهدى بربيع (طه)
ونحن بلا شغاف كالخَرابه
وفي جنباتها أفق المعاني
بهاءٌ لا تُحدُّ له رحابه
لمن تهب الجمال، ألا ترانا
ملأنا هذه الدنيا كآبه!؟
وفي لغة الأناقة والتجلي
رسبنا في القراءة والكتابه
* * *
ستعجب: هل سيجمعهم هلالي
وفي الإهلال تخذلك الإجابه!
ولن تلقى من الزهراء وهجاً
ولا الأخيار أصحاب النجابه
وكم يا سيدي من مهلكاتٍ
لها قد فتَّح العصيانُ بابه
* * *
أتى رمضان و الإنسان فينا
يفتش فيه عن ذاتٍ مذابه
يشمر عن مصالحه انقلابا
على قيم الهدى، ويسن نابه
ويرمي عند دينار وقرش
مبادئه، ويلبسها إهابه
مع الصوفيِّ صوفيٌ كبيرٌ
وعند الجيب من سوق الحرابه
وينسى أنه سيصير حتماً
إلى جَدَثٍ، فلا يلقى صحابه
* * *
لماذا نحن أشداقٌ كبارٌ
لها باعٌ ونصف في الخطابه؟!
نقول، فنعصر الأحزانَ غيماً
فتمطر حيث تَخْضَرُّ الغرابه
لماذا، والقلوب لها ثغور
وألسنة، نتأتئ بالنيابه؟!!
__________________
*الهامش:*
● الأَناب هو المسك، يقال: بلد عبق الجناب كأنما ضمخ بالأناب.
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب