الأحد، 16 يونيو 2019

(صانعا الشرّ الثنائي) لـ عبد الرحمن جانم

(صانعا الشرّ الثنائي)

لـ عبد الرحمن جانم

أنا المقرون حتماً في غبائي

غبائي صار في الدنيا وبائي

أنا قد كنتُ مرتاحاً بريفٍ

على وطني الذي منهُ انتمائي

جنيتُ المال من محصول زرعٍ

تعبتُ بهِ بحرثٍ والسقاءِ

تراودني بذاك المال نوعٌ

من الأحلام كي ألقى نمائي

لقد سافرتُ من ريفي سعيداً

إلى مدنٍ وفي زمنِ الرَدَاءِ

أردتُ بها مشاريعاً وأبني

بها نفسي وحلمي الابتدائي

أخذتُ المال من بيتي وأهلي

على جيبي وضعتُ وفي ردائي

وصلت ُ إلي مدينة جنس قومٍ

خبيثٍ حاز أنواع العداءِ

دخلتُ لمسجدٍ أقضي صلاتي

وضعتُ ببابهِ حتماً حذائي

وما صلّى معي إلاّ فقيهٌ

ووالٍ صانِعَا الشرّ الثُنائي

وما صلّى معي أحدٌ سواهم

وما صلّى بجانبهم سوائي

فلمّا أن رأى الوالي قميصي

ويرأى مُعْجِبَاً فيني ردائي

أشار إلى الفقيهِ برمش عينٍ

وقال بأنّهُ طُهرُ القضاءِ

وقالوا لي : نراك عزيز قومٍ

فإن تسمح لنا أخذ الولاءِ

فدعنا كي نباركك المعنّى

فذا القاضي حفيد الأنبياءِ

إذا ما شئتَ أن تبقى وليّاً

دع القاضيْ يبارك للرداءِ

فأعطيت الرداء لهُ لعلّي

ألاقيَ ما لقوهُ من الولاءِ

بدأنا بالصلاة وفي مداها

نهى الوالي الصلاة على فُجَاءِ

وفرّ مغادراً من دون عذرٍ

ولكنّا ظللنا في بقاءِ

سجدنا سجدةً عظمى فطالتْ

ظللتُ مردّدا فيها دعائي

ولم أعلم بأنّ القاضي أمسى

مع الواليّ فآراً بالرداءِ

فأتممتُ الصلاة على انفرادي

لكي أبقى عليها في وفاءِ

خرجتُ مغادراً من أجل أسعى

ولكنْ لم أجد حتّى حذائي

علمت بأنّني لاقيتُ فخّاً

ضحى من صنع أرباب الدهاءِ

ولمّا أن علمتُ بشأن مالي

فقد سرقوهُ في ذاك الرداءِ

فقد أصبحتُ في حزنٍ شديدٍ

وزاد الحزن أن أخذوا حذائي

وصرتُ إلى الشوارع في همومٍ

تكابدني وأصرخ بالبكاءِ

وأمشي حافي القدمين فيها

وأبكي الفقر فيمن هم ورائي

(رأى الفُجّار) في شأنّي وعفواً :

(رأى التُجّار) من باب الرياءِ

فقالوا لي : تعال لكي نصلّي

معاً للفرض قبل الإنقضاءِ

وقالوا ليّ : لا تفعلْ صلاةً

بسروالٍ فذا فعل النساءِ

وربُّ الكون لم يقبل لعبدٍ

صلاةً ضمن سروالٍ وِقائي

خلستُ بجامع التُجّار حتماً

لسروالي ّ في ذاك المساءِ

وقد أخبأتهُ في خبءِ  حوشٍ

وأحسبُ أنّ ذلك من ذكائي

فأنهينا الصلاة فصرتُ أسعى

لسرواليّ في ذاك الخباءِ

ولكن لم أجد ما كنت أرجو

ولم أجزم أصّرح بادعائي

فصرتُ بشارعٍ ما بين بردٍ

لأنّا كنّا في فصل الشتاءِ

وخوفٍ صار من أشباح قومٍ

كلابٍ لم تخفْ ربَّ السماءِ

وجوعٍ قاتلٍ قد صار فيني

ومنهم ما لقيتُ من العطاءِ

فقد لاقيتُ من سفري ثلاثاً

بوصف المهلكات مع الشقاءِ

وزاد بأنّني قد صرتُ غبناً

عليها عارياً بين الخلاءِ

فلا بُوركتَ من وطنٍ مجيدٍ

إذا ضيّعتَ حتّى للإخاءِ

وأخزى أن أقول عليك داري

وأرضي أو أصرّح بانتمائي

إذا ما كنتَ محكوماً بغصبٍ

وظلمٍ من لدى الشرّ الثنائي

فلا خيراً تنال ولن تلاقي

ولا أملاً تعيش على رخاءِ

.......إلخ

لـ عبد الرحمن جانم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *