ــــــــ
أناجــرحٌ وجـراحي مـوطني
وكـلانا شـدّ عزمـاً للـكـفـاح
سَل قباباً ..مادهـاك ياقباب؟!
سل عـيـونـا ًوسهوباً وبـراح
سل تـبـابـاً ومـروجـاً ورُبـى
هل مُحيّا الصبح عنها قد أشاح؟!
أخبـريني ماجـرى ياقريـتـي
ولمَ تـبـدين مكـسـور الجناح
كـل مـاأسألـه يـسـألـنــي
قد تكافـأنا سويّاً في الجِـراح
وكـــلانـا ردُّه ما يحتــــوي
ألـف آهـاتٍ وفـيهـا ألـف آح
تعـــزٌ ذاقـتْ مرارات الأسى
وحصـاراً دبّ في كل سِجَــاح
سفـنٌ تجري بعكس الإشتهـاء
لم يجارِ سيـرَها هـبُّ المـلاح
ياربيـعـاً جـاء يشـدو فـجـره
وإذِ الطاغـوت يغـتال الصباح
اختلفنا واتّحـدنا فـي الأسـى
ومضيـنـا نرتـقي للانـبـطـاح
وأحـيـلـت ثـورةٌ للـعـكسهـا
واختلفْتِ ياكعوباً في الـرِّمِاح
فأنا الثــــائـرُ والضــِّــدُّ أنا
أيكون الجدُّ من باب المِزاح؟ !
كانت الـسـاحـات قلبـاً نابضـاً
وهدير الشعب كالسيلِ الجُلاح
وجعٌ يسكن صـدري مـوحشٌ
وفسادٌ سـاد في كـل مـنـاح
وصراعـاتٌ تـوالت لم تكـف
عمّت الظلماء في كل البِطـاح
إن من ثـرنا علـيـه لم يـغـبْ
لمْ يكن من مات عقب الاجتياح
لم يمت ..لازال حـيّـاً بيـنـنـا
يشعل الأحقاد ينوي الاجتـراح
سُجِن المرحول في سجنٍ هنا
غـاب عـنّا من رضيـنـاه وراح
ذهـب الكذاب عنّا صاغراً
فانبرى من بعده ألـفُ سَجَـاح
كلـمـا تـقـنـا لـعيـشٍ هانيءٍ
وقف الأصـلابُ ضد الانفـتـاح
باسمك اللهـم خفِّفْ كربـتـي
وأزل عن موطني قاحاً وقـاح
حَزّني في الصّـدر حربٌ ظالمٌ
فيه لـقـيـا الأخُّ بالأخِّ صِفــاح
وهشيـم الـدّمِ غـنـّى ها هنا
لغناه ماصغـتْ غيـر الـرِّيــاح
من أباحوا القتلَ والسحلَ فهم
بالهوى ساغوا جهاداً في النِّكاح
بئس ماساغوا وماقد شرّعوا
واستحلوا البنتَ بالخُبْلِ سِفَاح
أيكـون الـدّمُ فـيـنـا سافـحـاً
في بـلادٍ فيها حيّ للفـلاح ؟!
ما شـدتْ غربان إلاّ بالنعـيـق
هل كلابٌ أبدعـت غير الـنـباح
ـــ
سِجاح : اتجاه
المِلاح : الرياح التي تجري بها السفينة
سَجاح:امرأة تميمية ادعت النبوة، وهي صاحبة مسيلمة
الخبل : فساد العقل
______
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب