(فيها عِبَر)
لـ عبد الرحمن جانم
الأحد 9/6/2019
من الكامل
هذه القصيدة مكونة من أربع مقطوعات شعرية جزّأتها حسب الأغراض والمعاني الجزئية المندرجة تحت نطاق المعني العام للقصيدة
سأهديكم المقطوعة الأولى منها وإن شاء الله سأوافيكم بالبقية لاحقاً لأنّني لم أنتهِ من كتابتها
المقطوعة الأولى
مُتَفَكِّراً قد جئتُ أرسم صورةً
في كوكبٍ للحسن من أبهى الصورْ
لمّا رأيتُ على الحديقة زهرةً
ما قد رأيتُ مثيلها بين البشرْ
هي كوكبٌ متكاملٌ بجمالهِ
عقلي ووجداني وقلبي قد أسرْ
وبلا شعورٍ صرتُ فيها هائماً
ولقلبها في الباب أبحث عن ممرْ
فوقفتُ أسأل في الحديقة :ما اسمها؟
فأجابني وردٌ بجانبها : سحرْ
فبقيتُ مندهشاً بحسن خصالها
بل معجباً بصفاتها تلك القمرْ
فبدوتُ مبتسماً وقلتُ :كأنّني
قد شفتُها..، لكنّ عقلي ما ذكرْ
في أيّما أرضٍ وأيّة لحظةٍ
شاهدتها في حسنها... قبلَ السفرْ
وأراجع الذكرى لعلّي فجئةً
أجد العلامة كي تؤكّد لي الخبرْ
فقصدتُ عقلي سائلاً : فدني بها
لكنّ عقلي ردّ سؤلي واعتذرْ
فوقفتُ ما بين الزهور مخاطباً
: يا زهرةً جاءت كما غيث المطرْ
يا من جمالكِ فاق كلّ تخيّلٍ
سحراً ولا يوماً على عقلٍ خطرْ
لمّا رأيتُكِ بالحديقة زهرةً
احترتُ في شأني ...أحيّاً أُعْتَبَرْ؟!
أم ميّتاً قد صرتُ مبعوثاً على
جنات خلدٍ ...حكم ربي لي صدرْ؟!
يا من غرامك صار كالداء الذي
قد صاب كلّي بين أعضائي انتشر
وهوَ الدواء لهُ بكلّ صراحةٍ
إنْ لم أُداوَ الآن أصبحْ مُنْدَثرْ
ردّتْ وقالتْ : لن تموت لأنّني
قلبي لحبّكَ يا حبيبي قد نذرْ
أهواك حتّى لو تكون عواقبي
للحبّ أن أُصْلى وأُلْقى في سقرْ
احترتُ هل للناس أحكي قصتي
وحقيقة المهدي وأنّي المُنتظرْ؟!
أم أنّني أبقى على صمتي لكي
ألقى مكاناً فيهِ لا ألقى خطرْ؟!
فقدمتُ مرتبكاً لها وكأنّني
سيّارةٌ تمضي فينتزع الكفرْ
وكأنّما ذاك الطريق بدربها
متوعّرٌ أمضي فأسقط في الحفرْ
أمضي بطيئاً عاجزاً وكأنّني
شيخٌ عتيٌّ فيهِ قد زاد الكبرْ
لمّا رآني الزهر مربوكاً أتى
متسائلا لي قال : ما بكَ يا نظرْ؟
في أيّ شهرٍ نحن صرنا يا ترى؟!
فأجبتهُ :شعبان حتماً أو صفرْ
فإذا بذاك الزهر يضحك ضحكةً
لمّا رآني بارتباكي واستمرْ
إنّي نظمتُ من الحروف قصائدي
كمّاً من الآيات يسحر للبصرْ
أعددتُ للشعراء منها آيةً
عنونتها مقصودةً ( فيها عِبَرْ)
إنْ كان في الشعراء من لم يؤمنوا
فليعبروا الميدان كلّاً قد عبرْ
فإذا الذين قلوبهم مملوءةٌ
بالكبر كلّاً قال قولاً وافتخرْ
فقصدتهم بالقول : يا ساداتنا....
فلتثبتوا ما تزعمون من الفِكَرْ
ألقوا هنا ما قد صنعتم إنّني
ملقيٍ من الآيات أبياتٍ دُررْ
فإذا بهم يلقون كلّ قصيدهم
فيخالها الراؤون شيئاً مشتهرْ
فبدى لها في الحسن شيءٌ نيّرٌ
وكأنّها تزهو بثوبٍ كالقمرْ
ألقيتُ ممّا قد صنعتُ قصيدتةً
فإذا بها تقضي على تلك الشررْ
لمّا بدى إشعاع نور قصيدتي
لم يبقَ للأنوار شأنٌ يُعتبرْ
بُهِتوا هنا الشعراء حين رأوا لها
تقضي على شعر البوادي والحضرْ
فتخاطبوا بالقول فيما بينهم
بالسرّ : (حقّاً فاز جانمُ وانتصرْ)
فرأيتُ بالشعراء عجزاً واضحاً
والشاعراتِ فقدن أيضاً للنظرْ
إنّي نظمتُ من القصائد آيةً
من بعد ما قد ضاق قلبي وانكسرْ
يا شاعراً هل صرتَ تدرك أنّني
في رحلتي قد سرتها جوّاً وبرْ؟!
فاعلم بأنّكَ لن تنال مكانتي
حتّى تلاقيَ ما لقيتُ من الضجرْ
واعلم بأنّي حين قلتُ قصائدي
قد صرتُ في أعلا مكانٍ في الطفرْ
فأنا الذي قد ذقتُ في دنيا الضنى
من مرّها في العيش ما كان الأمرْ
إنْ ذقتَ ما قد ذقتُ ما ظنّي بقى
قلبٌ تعيش بهِ على مرٍّ صبرْ
كم شاعراً قد شاف جزءاً كالتي
قد شفتُ لم يصبرْ عليها وانتحر
لن يبلغ الإنسان سُعداً بالدُنَى
حتّى يذوق من الشقى تعباً وحرْ
لـ عبد الرحمن جانم
المقصوعة الثانية
ولأنّني جزأت نظم قصيدتي
في جملةٍ بالقصد قدّمتُ الخبر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب