*"أزهـار الربيـع تبكـي الطفـولـة"*
*كـالصرخـة اليتيمـة التـي لا تُسمـع وزفـرة العيـن التـي لا تُـرى ، يُقتلعـون مـن جـذور الطفـولة بقـوة ، ويُلقـى بهـم علـى أسِـرة المـوت فـي مشـاهـد تُدمـي القلـوب ألمـاً وحسـرة ، كأغصـان خضـراء يافعـة ، تـم إقتلاعهـا فـي أول مهدهـا ، حينمـا شبـت علـى قُبـح الدنيـا ، لتغفـو عيـونهم .... في وحل الماء فـلا يجـدون الفـرصـة للحيـاة مـرة أخـرى ، بـل نجـدهـم نحـن تحـت الماء الـذي يحتضـن أجسادهم الصغيـرة بحـنان ،* لـم يجـدوه فـي أطـلال الإنسـانيـة ، وستـائرهـا التـي تهتكـت ففضـحت مسـرحيـات الإنسانية الهـزليـة التـي يمـارسهـا البعض من الأباء ، والتـي لـم تعـد فصـولهـا الدمـوية تُقـنع أحـدا
تنظـر إلـى صورهـم فتشعـر وكـأن العـالـم يتوقـف مـن حـولك ، *وكأنـنا نتعـرى و نتجـرد من كـل معانـي الرحمـة والإنسـانيـة ،* لتقـع عيـناك ساكنـة صامتـة عاجـزة عـن البـكاء ، فـي جريمة وحشيـة لا تخطـر بالبـال ولـم تحـدث فـي تـاريـخ العالم ...
إن أزهـار الربيــع المُخصـبة بالمـاء والأبوة الدموية المسفـوحـة تبكـي أرواح *"مـلاك... رغـد... رهـف...* ، لتُعـانـق سنـابـل القمـح الذهبيـة وسحـابـات السمـاء القطنيـة التـي تبكـي نظـرتهـم الأخيـرة فـلا جـوع ولا خـوف بعـد الآن يـا صغـاري .
*فـلنرسـم* علـى جـداريـات العـالـم صوركـم البريئة ... ونغني صراخكم المـدوي المُـترامـي فـي عنـان السمـاء كالغسـق الأحمـر الذي يخُـط خطـوطـه عند وداع شمـس النهـار ، لتفضـح عـراء الإنسـانيـة ، وليـل الرحمـة البهيم ، فربمـا تُحـرِك تلك الصـورة الداميـة ضمـائر بعض الوحشيين ممن يغعلون ذلك وتختـرق أعينهـم الخـائنـة ، وتُخيـم بشاعتـها علـى وجوههـم الشاحبـة ، رغمـاً عـن كل مساحيـق التجميـل التـي يُبيضـون بهـا وجوههـم وأحاديثهـم الكـاذبـة .
*ولـكـــن.... !* عـزاؤنا الـوحـيد *أنكـم رحلـتم وأننـا راحلون ،* فسـلامـاً إلـى *ربيـع الطفـولـة المـوؤدة ، ودفـاتـر الأحـلام الـورديـة ، والاحـلام المـحـطمـة ،* ونواصـي الآمـال الحـزينـة ، وخُصـلات الشعـر المجـدولـة ، *وأنـاشيـد الـوطـن المـرثيـة ،* وصنـاديـق الألعاب والدُمـى المنثـورة تحـت حُطـام الحيـاة ، والحصـالات الخشبيـة المُخبـأة ، *وفتـافيـت الخبـز المعجـونـة ببسمتكم الطـاهـرة ،* سـلامـاً لمـن غـادرت أجسـادهـم الفـانيـة إلـى فجـاج مـن نـورٍ سـرمـديـا ، إلـى بشـراهـم بـروح وريحـان وجنـات نـعيـم ، *فظلـم الدنيـا مهمـا طـال سـاعـة، ووعد الآخـرة خُطـاه خـالـدة، ونعيمـه لا يفنـى ،* فطـوبـى لكم *حفـرتم ببسمتكم ووجوهكم الحـُرة كـلمـاتكـم وأحـلامكم علـى أبـواب بـرزخ الحـريـة .*
*الخـزاعـي....*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب