(الغرور)
لـ عبد الرحمن جانم
حينما يكون الإنسان مغروراً يرى نفسهُ دائماً على صواب دائماً وأن كلّ ما يفعلهُ صحيحٌ وأنّهُ لا يخطئ أبداً وأنّ رأيهُ هو الرأي الأرجح حتّى وإن كان على خطئ ويحاول أن يفرض رأيهُ على الآخرين بالقوة ويختلق المبررات المتنوعة ولا يهتم بحقيقة تلك المبررات أهي صحيحة أم زائفة أهم شيءٍ عندهُ أنّهُ يؤكّد رأيهُ ولا يقول الناس عن رأيهِ أنّهُ خطأٌ
فتجد المغرور يكذب ويزيّف ويحتال ويراوغ ويمثّل وووووو ...... محاولاً إبراز نفسهُ وجعل نفسهُ ذات قيمةٍ عاليةٍ لأنّهُ يشعر بالنقصِ في نفسهِ أو يستنقصها وهو في الحقيقة كذلك ولكنّهُ غير راضيٍ عن نفسهِ فلذالك يحاول سدّ وتعويض النقص الحاصل عندهُ بالغرور والكبر والفخر بأشياءٍ وهميّةٍ........
الناس من حولهِ يعرفونهُ على حقيقتهُ ويستنقصونهُ ولكنّهم يجاملونهُ ويبتسمون لهُ ومنهم من يؤيّدونهُ مراعاةً لحالتهِ النفسية وهو حين يرى ردّ فعل الناس نحو غرورهِ بهذا الشكل يصدّق نفسهُ ويزداد غروراً ويحاول خلق إكذوباتٍ جديدةٍ ويحاول تأييدها بشواهدٍ كاذبةٍ من خلق مخيلتهِ
لذلك الغرور حالةٌ مرضيّةً مستعصيةٌ
وفي نفس الوقت ليس للمغرور أصدقاءٌ حقيقيون وهو كذلك لا يصادق أحداً فهو يعتقد أنّ جميع الناس كاذبون مثلهُ فهو يعمّم أخلاقهُ على الناس جميعاً في تفكيرهِ
قد يستطيع المغرور النجاح في التمثيل على بعض الناس فيصدقونهُ ويثقون بهِ لكنّهُ سرعان ما يخيّب ثقتهم بهِ فيخذلهم في أبسط المواقف وأصعبها ....
لذلك نهى الإسلام عن الغرور
لـ عبد الرحمن جانم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب