إرتحال.. بقلم الشاعر أمين العماري

إرتــحــال

فلتكن أنــت وحــدتي واعتــزالي
طــالــمــا أنــت في دمي لن أبالي
.
.
كن أنيــسي ومؤنــسي وائتــناسي
كن رفيقي وصاحبي في الليالي
.
.
ضاقتِ الأرضُ ها انا منذ سبع ٍ يارفيــقي موغــلٌ في ارتحــالي
.
.
كم سؤال في دمي لست أدري
أيُّ رَدٍّ ســوف يــشــفي ســؤالي
.
.
لــي بــلادٌ كــلــمــا قــلــتُ فــاقــتْ
من حمى الموت أُرديتْ في الضلال ِ
.
.
تعشقُ الحــربَ كلما جــاء غــاز ٍ
رحَّبت فيه كي يطيل احتلالي
.
.
تعشقُ الموتَ كلما شَبَّ جيلٌ
يعشقُ العيشَ آذنــت بالقتال ِ
.
.
أيــن أُلــقي بثــقلــها يا صديقي
ضقتُ منها وضاق فيها احتمالي
.
.
كم فقدنا بحربها من عزيزٍ
كم دفنَّا ببطنها من غوالي
.
.
قــيل عنها مقابــرٌ للــغــزاة ِ
لستُ ألقى ببطنها غير آلي
.
.
كم قروناً وقد توالت علينا
ما انتفعنا بحادثات ِالليالي
.
.
ذاك ســنِّــي وذاك شــيــعي وهــذا
قيل صوفي ، وذا جنوبي شمالي
.
.
حولنا الناس قد تناسوا وعادوا
للتــعــايش بــغــير تلــك الأوالي
.
.
جرَّبوا الحرب ما استفادوا فقالوا
يــا بلادي إلى التــآخي تــعــالــي
.
.
هل تُرانا نفقه الآن أنَّــا
في غباءٍ يقودنا للزوالِ
.
.
خــائبــاتٌ هـي الأمــانـي ولــكــن
خيبةٌ الحلم لن تعيقَ احتفالي
.
.
سوف أزدادُ قوةً يــا صــديقي
سوف أزداد رغبة في المحال ِ
.
.
إنَّما الصبرُ ساعةً أصطبرها
وحدهُ الصبر موصلٌ للمعالي
.
.
لا أُبــالي بــما ابتــدأنــا ولـكن
غايةُ القصدِ في جمال المآلِ ِ

أمين العماري
٢٥ نوفمبر ٢٠١٨م