تراث عربي !
__________
لم يبقْ لـ العربي
من تاريخهِ شرفاً ؛
ولا كرماً ولا نخوة !
لم يبقى ل العربي من تاريخهِ
الا بقايا ما تبقّى من بلاغتهِ
ليقرأها على الامواتِ في ندوةْ !
وينهضُ قاصداً
يهجو زمان العار مثلي ··
وإذا الزمان يقوم يُعلنُ
لِ الملا هجوة !
ولم يبقى لنا
إلا تُراث جُحا ؛
وخُفّي حُنين ؛
وحكايةٌ ل شُريحْ ؛
وقصيدةٌ قِيلت على ربوة !
وضلّت لنا عينان
نبكي بهما على الماضي
بكاء الشيخ في حَزَنٍ
على الصبوة !
وكي لا يلعن التاريخ مرقدنا ؛
نواسي مجدنا الماضي
ببعض الدمع كالرشوة !
وكذا هناك البعضُ من قَصصٍ
ٌ لنا تُحكى اذا نمنا ؛
ومنها حرامٌ بأن تروى
سوى في السر والخلوة !
ولنا من الماضي كهلٌ
ضلّ يلعننا لماذا هكذا انتم ··
تماديتمْ ؛
تركتم كل شيئٍ خلفكم
كي تتبعون عدوكم ؛
حتى ولو في جحر ضبٍّ
تحتذوا حذوة !
فمن كرمٍ الى بُخلٍ
ومن شرفٍ الى عارٍ
ومن اسدٍ الى لبوة !
ومن وطنٍ الى اوطان ؛
حتى بفرقتنا لم يكن امراً بأيدينا ؛
على الاعداء تقرير الخُطى ؛
ونحن ننفّذ الخطوة !
ونُغزى في ثقافتنا ؛
مشاربنا ؛ معاقلنا ؛
ونحن نمد ايدي العون
كي يبقى لنا حظاًّ من الغزوة !
فمِن بعد اعمال العناء هذي
يكون لنا من الاتعابِ قِسطاً
نستريحُ نُعانق الغفوة !
إذا نمنا سيصحوا بعضنا ؛
والبعض يصحو ليعلن صحوةً
تقضي عل الصحوة !
تناسينا ؛ نسينا السيف لاكن ؛
سنذكرةُ اذا ما اخطأ الاخوة !
نُحاربنا ؛
نُقاتلنا ؛
لكي نبقى هنا احياء ؟
بسوسُ الامس عادت يومنا هذا ··
نعانيها بلوةً بلوة !
امام عدونا هاماتنا صفحت ؛
فمجزرةٌ تجرُّ مجازرٌ ؛
ونحن نقيم حفلاً
بتوقيع اتفاقٍ ل السلام
وكلّنا من بني الانسان
لا شيئاً يفرقنا ؛ فلا تَدَعوا
ل الشر من ابوابنا فجوة !
لكم دينٌ ونحن لنا ؛
فأنتم حاربوا الارهاب
اما نحن نغرق في فتاوى الصوم ؛
في كيفية السعي
ما بين الصفا مولاي والمروة ؟
نبرّرُ ل العِدا إن هم طغوا ؛
متمسكين ب ذُلّنا
وكأنه العُروة !
الا يكفي ؟
فقد اعيت مراقدنا من النومِ !
وقد تعبت مآقينا من الغمِّ !
فمتى سنأخذ ما تبقى
من الماضي والثروة !
اضنّ بأنه كانت لدينا روابطٌ
ومعاركٌ ومناسكٌ وسواعدٌ
واضنُّ ايضاً اننا كنا
بدهرٍ غابرٍ اخوة ؟
ف لِما ونحن جميعنا من أسرةٍ
تحول فيما بيننا سهوة ؟
إني لأعجب امتي !
الم يبقى هنا شيئاً
ٌ يُقالُ بأنه عربي
سوى القرآن والقهوة ·•
________________
✍ : زكريا يحيى الشامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب