نبُوْآتٌ بردُّونية
====
يُجدِّدُ الحرْفَ إبداعاً ويرْويْهِ
ويصْنعُ الفنَّ تمثالاً بتمْويهِ
جيْلٌ تطوَّرَ في رمز الكتابةِ لمْ
يُقلِّدِ الوضْعَ بلْ بالحرْف يحكيْهِ
منَ التَّثاقُفِ عبَّ الحرْفَ يشْربُهُ
تفاعُلاً وانْفعالاً باتَ يدْريْهِ
فيمْضغُ الوصْلَ , والأنغامُ تُسْكرُهُ
ليلفظ الزَّيْفَ والغوْغاء منْ فيهِ
سيبْعثُ الخلْقَ أرواحاً مُترْجمةً
مُستثْمراً , والنَّدى في الكفِّ يطْويْهِ
أسجِّلُ الحالَ منْ وجدان ذاكرتيْ
تعجُّباً وافتخاراً لسْتُ أخْفيْهِ
هذا الرَّعيلُ الذيْ كُنَّا نؤمّلُهُ
شبا , وما عادتِ الأزلامُ تحْويْهِ
هات افتنيْ عنْ زمان الأمسِ منْ خرجوا
سلميَّةً , ما درى الصَّدْرُ الذيْ فيهِ
ليعبُرَ الصَّبْرَ , ما عادتْ بنادقُهمْ
تُخيْفُهُ , فاسْتمالَ الجُنْدَ عِطْفيْهِ
كما العطورِ إذا فاحتْ بأرْوقةٍ
تُزلزلُ الروحَ , والنجوى تُغذِّيْهِ
يسيْلُ مثل القطا رَقْشاً على طرفٍ
والطرْفُ منْ شدَّة الإبصارِ يُجليْهِ
كمْ شاعرٍ حرَّك الإلهامُ ساحتَهُ
وساحةٍ أرْضعتْهُ ضعفَ حوليْهِ
يُمسْرحُ الوجْدَ لا ينْفكُّ يُلْقمُهُ
منَ الفنونِ التيْ كانتْ تُنشِّيْهِ
ها أنتَ يا عربيَّ القلبِ قاب رحى
تدنوْ سماءً , أراد اللهُ يُبْديْهِ
كمْ ( برْدنَ) الشعرُ أجيالاً وعلَّمها
من النبوْآت , والأوزانُ تسْقيْهِ
لا أدَّعيْ أنَّ حرف اليومِ مسْغبةً
بعد الذيْ جالَ فيْ معراجِ شطْريْهِ
وأدَّعيْ ومعيْ منْ شاهدُوا قِمماً
تعْلُوْا فتسْكُبُ موَّالاً نُغنِّيْهِ
يا أمَّة الفجرِ شبَّ الفجرُ مُقتدراً
والطوقُ ما عاد مثل الأمس يؤذيْهِ
خلعْتَ نعْليكَ فيْ قدْسيَّةٍ كمُلتْ
يداكَ تخْرُجُ بيضاءً تُصفِّيْهِ
حٌمَّلْتَ وحياً إلى كُفَّارِ ممْلكةٍ
لوْ آمنوا لسُقُوا فضْلاً بلا تَيْهِ
إنَّ النصوص التيْ فيْ وحيها شرفٌ
هديَّةُ اللهِ , هدَّتْ رُكْنَ تسْفيْهِ
والسَّعْيُ خُطَّ بأقلامٍ مُباركةٍ
وأنت بين الورى مسئولُ حدَّيْهِ
عليك ملحمةُ الإبداع قدْ ركنتْ
وفيكَ مأمولها , فاكْتبْ , لتُحْصيْهِ
محمد الوزير==
من عام 2012 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب