( صراع الأنا )
قريبٌ دونَ أنْ ألقى ضِفافِي
بَعِيدٌ ليسَ تَألفُني المَنافِي
أَؤُوبُ ولَا يُسَلِّيني حُضوري
أُوَلِّي ليسَ يُحزننِي انصِرافِي
أنا وأنا يُفرِّقني اتحادِي
ويَجمعُنِي الأسى عندَ اختلافِي
أنا وأنا هما الضدانِ خصمي
مَع الأعداءِ ذاتي في اصطفافِ
تُشظِّيني الحوادثُ مِن قديمٍ
وأرفضُ أنْ يُلملِمَني ائتلافي
أُصافِحُنِي لعلَّ الحقدَ يُمحا
فيأبى في الأنا روحُ التَّصافِي
أتوقُ إلى وِصالي عندَ بُعدِي
وحينَ الوصلِ يحضُنني التَّجافي
سنين العمرِ ولَّتْ عشتُ فيها
وأيامِي عِجافٌ في عِجافِ
بِليلِ الظُّلمِ أعصُرُنِي مُدامًا
وأشرَبُنِي على نَخبِ ارتِجافي
وأحمِلُنِي على رأسي طَعامًا
لكي يقتاتَ طَيري مِن شِغافي
تُباعدُني الخُطا عنِّي بِظَعْنِي
تُضَيِّعُنِي مَتاهاتُ التِفافِي
بآمالي أطيرُ على سمائي
فتُسقُطُنِي القوادمُ والخوافِي
وأبحرُ في مُحيطي دونَ يختٍ
فترسُو فوقَ أطلالِي المرافِي
ألُوكُ ( القاتَ ) كيْ أنسى هُمومِي
فَتمضَغُنِي المآسِيَ باحتِرافِ
أُغرِّبُ شكلَ هندامِي كـ(روميو)
أبُدِّلُني بتزييفِ الغِلافِ
فتفضَحُنِي العروبةُ في أساها
وإنْ بدَّلتُ جِلْدِي أو لِحافِي
أرى الأفلامَ في هُليودَ عيبًا
وخدشًا للحياءِ مع العفافِ
ولكنِّي أُقَلِّدُهُمْ بِرغمي
ولِي قدمٌ على الأشواكِ حافيِ
ويجهَلُنِي التَّقدُّمُ في عُلومٍ
فأسقطُ في تفاهاتِ اقتِرافي
تُسطِّرنِي بِحورُ الشِّعرِ حرفًا
فتَغرقُ بينَ أحزانِي القَوافِي
أناحلمٌ يُفسِّرني شقائي
ويَصلُبُنِي على جُدِرِ اعتِرافِي
أنا وأنا صِراعٌ ليسَ يُفنَى
يُطوِّلُ عمرهُ الجهلُ الخُرافي
#خالد_الشرافي _
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب