ورثة حرب بقلم زكريا الشامي

ورثة حرب !
___________

لقد جئنا فأين عدوّنا منّا
نُهابُ وليس نخشى اينما كُنّا

سلوا عنا الخيول وسائلوها
عن الفرسان والمجد المُعنّى

عن المقدام إذ يرحو بخيلٍ
على ساقيه معركةٌ تُغنّى

وكم من فارسٍ اضحى صريعاً
خضيب الوجه فينا قد تجنّى

ورثنا الحرب عن جدٍ وجدٍّ
ومن ورث الحروب بها يُسنّا  

تربّى البأس بين اكفّنا زمناً
فصار حِزامنا نصلاً وجفنا

كرامٌ تعرف الدنيا مبادئنا
ونفنى نحن لاكن دون ان تفنى

يُقامُ لنا على الاقوام وزناً
وليس نُقيمُ لـ الاقوام وزنا 

فمن يرقى لنا شرفاً وعزّاً
ومن يرقى لنا مجداً و مبنى

فمالك قد اتيت وفيك قصداً
لئيماً ايُّها الجارُ المُكنّى

بإبن العُرب حاشاها لئيماً
بها وبمجدها سفهاً يُكنّى

اتيت ولم تسلْ عنّا سؤالاً
بهِ قد تبتعد او تقترب منّا

فقاتل ما استطعت رجال قومٍ
يحبّون المنايا حـبّ إبنـا

تربى في مراتعهم صغيراً
وعاش بحجرهم جسداً ومعنى

فنحنُ بذارُ هذي الارض جذراً
فهل سيُميتُنا قصفاً ودفنا

قِلاع العُرب شيّدها ابينا
ونحنُ لما اشاد حِمىً وحِصنا

فلول الغزو تعرفنا كثيراً
فـلا تسألـهُمُ إيّـاك عـنّا

ايُسألُ من قضى نحباً بأرضٍ
بها قومٌ يعدّوا الحرب فنّا

وسلْ عنّي وعن سيفي ورمحي
إجابتهم بلمع السيف تُرنا

إذا ما التقى جيشي جيوشكمُ
وقد جَمعَ الوغى إنساً وجنّا

يقول لسان حالي ويح جيشٍ
ضمئت لدمّهم عُمراً و قرنا

تخور جيوشهم من وقع بأسي
ونسوتهم تنوحُ رثا وحُزنا

فقد عرفوا إذن يوم التلاقي
نصحناهم نصيحتهم (وقرْنا)

فغرّهم العديد وغرّهم زمنٌ
تكالب اهلهُ حِقداً وجُبنا

وظنّوا في هزيمتنا ظنوناً
هزمناهم وخاب بذاك ظنّا

رأوني في الوغى وانا أُباهي
رصاصي احرق الاعداء شنّا

فقالوا إذا رأوا منّي قتالـي
تـأنّى يـابن صنعاءٍ تـأنّى

يميني ذا يفاوضكم بـنـارٍ
شمالي ستفرضُ فيكم الامنا

فإن رفض الغرور شمال قومي
بلا شكٍ تُمدّ إليهمُ  اليُمنى

وإن هم سالمونا نحن ايضاً
وإن عادوا قتالاً نحن عُدنا

________________________

✍ زكريا الشامي