السبت، 2 نوفمبر 2019

دمعتين ونصف يابستين بقلم المبدع /عبدالله الصنوي

للتو عدتُ مشدوداً وملهوفاً بعد قرآتي "نصٌ" كحلي شهي..ذاك النص لواحدة عملاقة.
شاعرة لا تكتبُ إلا بأنامل قلبها الطرية في كل مرة. بدلاً من أكف اليدين..
او لربما هي لا تكتب بذالك.
هي تدلي بشراع نجاة وحبال تنقذ المرء من تيهه والغرق ک تدخل طارئ لمملكة الرب لأحد صعاليك القارة ثم تقذفُ به إلى الخارج البعيد حيث الأمان وتعطيه هدنة مع حزنه الفضفاض وهدنة مع حماقة ما يعيش.وهدنة مع الموت.لأن القراءة لها بالطبع تحيي الموتى..موتى المألوف مثلي وسلطة الزائد..

عدتُ من آخر سطر لها..وقد أستلقيت في الزاوية ک عجوز محنئة ومخضبة ما تعرفش تتحرك خشية أن يفلت من أرجلها الحناء.

خرجتُ بخدعة. وخفية ک شريد مطارد من بين صفحتها المزدحمة..
هرعت جرياً دون حذاء من مصيدة الكلمات المتلاصقة وأختبئت في أقرب نقطة ظلام كي لا أرى قشعريرة أنحائي مرة أخرى.

بعيداً..بعيداً عن تجملات وتعاليق الخرافيين الممططة وتملقاتهم في أرجاء صفحتها الفيسبوكية..هربت

عدت.أخيراً.أو رجعت باللهجة البلدي للضرورة رجعت وعلى كتفي دمعتين ثقيلتين ونصف ثالثة وخامسة.وعاشرة .وخمس ثمانون..ومدري كم..
بحق لا أريد البكاء الآن.لكن أشتي أبكي
رغم تيقني أن لا استطيع فعل ذالك.فأنا أعاني من تيبس في العيون.ولم يحدث أن ذرفت دمعة واحدة إلا قبل خمسة عشر عاماً على ما أتذكر حين أشتكت طفلة جارنا السمراء لأبي عندما قلتُ لها..::أنني أحبها وأنوي أن أحبها أكثر.
فقط فعلت وحدثت امها بذالك
فقط..حين صارحتها بالأمر
نعم ففي الوقت ذاته كان يعتبر الإفصاح بأمر الحب أكبر خطيئة لما كنا عليه من تحفظ ومسكنة على الفطرة السوية ونحن صغيرين منعرفش حاجة..يا بييه،

المهم..بعد أن نجوت بصعوبة من تجاوز مفردات نصها البلاغي والشبه بالعفوي والإنحرافي النادر لربما..
حاولت أن أكتب تعليقاً مميزاً وابدي به شيئا من إحترام وثقافة..من جيز الخرافيين ومن ظمن قافلتهم التي تسير بنباحهم وعواءهم

حاولت أن أجمع لها بعض من مدح مستحق. وأن أرمي به في ركن صفحتها..وأهرب..أهرب وأقوم أجزع لي..

حاولت ثالثاً أن أتجاهل أمر الفكرة هذه الغبية جداً.دون فائدة.لن أفعل.
تكررت في رأسي الفكرة وظلت توخز فيني الحساسية كوني لزمت أن أبكي.بعدها ضروري..ضروري.قلتُ ..بيني بين..
كم لي على ما بكيت
كم لي على ما بكيت

..خلافاً لما قد سبب لي نصها المتعجرف من ضعف وهشاشة حيث دهدهني البرد..وأنا واقف في البلكونة..البلكونة الواقفة في الشارع ...أسترق الإنترنت من شبكة الواي فاي حق المستأجر اللي بالجانب وبالطابق الإسفل..التي لا تصل إلا إلى هناك وحسب.

خلال ذالك سمعتُ صوت صياح ومضرابة في الشارع..وأنا ما لي دخل..منها وأيش على الناس مني..
بعد تألمي وتوجعي المبرح إزاء ما نلته من ضرب وصقيع وأنا أقرأ لها النص..
قفزت من النافذة إلى الداخل وليس إلى الخارج ..
وما زالت هنالك في ثقب عيني دمعتين ونصف يابستين..
أأسكبها الآن على أعتاب الغرفة والوحدة
أم أخليهنَّ مش وقتهنَّ..
أردد..بتلحين أغنية ما لفيصل علوي!!
شاينفعين لوقت ثاني
شاينفعين لوقت ثاني
شاينفعين لوقت ثاني

لاني بنائم ولاني بصاحي
12:1
2019_11_2

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *