الأربعاء، 27 نوفمبر 2019

عبدالله الديفي يكتب مقاله بعنوان مثل اي قضية

مثل أي قضية حقة يدخل في خباياها من يقف وراءها من باب الحفاظ على مصلحته الشخصية، تثار قضية الجرحى، ويجيّر الحديث عنها باتجاه  يراعي مصالح بعض مثيريها، وأنا كواحد ممن ناقش هذه القضية مع المعنيين في مواقع معينة ولأننا لاناقة لنا ولاجمل سوى ما يهمنا مما يلحق بالجرحى من معاناة، وما يلاحقهم من تسيب وإهمال وجعْل قضيتهم للمتاجرة والتكسب، ولذا فقد ناقشنا تلك القضية بكل تجرد وبعيداً عن  تلك الاعتبارات الشخصية الآسرة ، من ضمن ما خلصنا له، هو أنه  لافائدة مرجوّة من استمرار معالجة الجرحى في الخارج، لعدة عوامل، منها أن بعض العمليات وأكثرها ربط أعصاب تحتاج إلى فترات طويلة من العلاج، والرقود، والمتابعة بعناية، ممايترتب عليه تكاليف باهضة، قيمة علاجات، ومصاريف إقامة، وفنادق، وغيره، وأن حل هذه المشكلة يتمثل بإيجاد مراكز متخصصة للعلاج  داخل البلاد، الأمر الذي يترتب عليه تجاوز تلك المعضلات وسهولة  عرض المصاب ومتابعة علاجه خلال فترات متقطعة دون تلك التكاليف الباهضة فيما لو كان العلاج خارج البلاد، وهذا لم نأت به من فراغ وإنما استشرنا بعض ممن عملوا في فترات سابقة في هذا المجال وتعرضوا لهذه المشكلات، وارتأوا تلك التوصيات، أعتقد أن البعض لايريد سماع هذا أو طرح الموضوع لمناقشته بهذه الصورة، كون العملية  تدخل فيها الحسابات والمصالح الشخصية الخفية للقائمين على الجرحى،  أو ممن هم في لجان الجرحى، وإن كان ذلك على حساب المصلحة  الوطنية العليا ومصلحة الفئة المستهدفة، بعد أن تحولت - وللأسف الشديد- قضية الجرحى إلى مادة للمتاجرة ضمن قضايا مشابهة تعج بها البلاد، وجاءت كنتائج من نتائج الحرب، وفتحت أبواباً للارتزاق، يجني الفاسدون منها الملايين، تماما كماهو الحال في شغل المنظمات الإنسانية التي تعمل في حالة الحروب الأهلية أو في البلدان التي تعاني من آثار هذه الحروب، وكلها تخرج من مشكاة واحدة ومن  المادة الخام التي تترزق منها وهي معاناة الناس الغلابى الذين لاحول لهم ولاقوة، والذين هم وحدهم المتضررون من هذه الحرب، التي يقف وراءها تجار الحروب والمصالح...
صحيح أن الحوثي هو المتسبب والمشعل لهذه الحروب من طرفه هو، لكن يبدو لنا أن كل من تبوأ مركزاً وظيفياً أو مهمة معينة، أو كان عاملاً في المنظمات الإنسانية أصبح لايريد لهذه الحرب أن تتوقف ، والمسألة غدت ارتزاق في ظل تدهو الأوضاع المعيشية وفقدان الأعمال وظروف البلاد بشكل عام، وأصبح من الصعب غلق تلك اللقوف التي فُتحت شهيتها لالتهام المزيد من المخصصات والاعتمادات الداخلية والخارجية، وأصبح المواطن لايجد أي رعاية ولامن يوليه اهتمامه،
الشعب يريد أن يحصل على أبسط الخدمات التي تقدمها الدولة بالقانون ، ويريد أن ينعم بالأمن والاستقرار والعدالة،وأن يحصل على حقه من الماء والغذاء والدواء والصحة،والتعليم، والكهرباء ،

الشعب يجيد نفخ البالونة في خمس ثوان بعد أن نفخت الاوضاع الصعبة والحروب رأتيه يامنظمات !!!

الشعب يجيد غسل يديه بالصابون يامنظمات وهو يحتاج فقط لأن يتوفر له ذلك الصابون وكل مستلزمات حياته في ظل دولة تضمن له كل حقوقه وتسهر على راحته !!!

الشعب يحتاج إلى خبز يأكله، لاكم من الأوراق ( التقارير ) ( تقارير المنظمات الإنسانية العاملة والشركاء المحليين )..

الشعب يحتاج إلى مؤسسات ومراكز حكومية مسؤولة عن المواطن في ظل مايكفله القانون والدستور ولايحتاج لمنظمات وفاعلين خير وجمعيات خيرية ورجال خير!!!

الشعب يحتاج لأن يحصل على حقه المكفول لكل مواطن لاأن يمد يديه للاستجداء يامنظمات !!!

الشعب يحتاج لأن يعوض عن كل ماخسره وفقده - بشرياً ومادياً ، ومالحق به من آثار وصدمات نفسية وآثار صحية، في هذه الحرب وتضرر به وهو الخاسر الوحيد، باستثناء تلك الأطراف التي وجدت بغيتها في الحرب ووجدت منها طريقاً إلى الثراء ، وكانت هي السبب الذي يقف وراء كل هذه المعاناة للشعب ، ويحتاج الشعب لأن يحاكمها جراء ماارتكبته بحقه  يامنظمات حقوقية وإنسانية عالمية !!!
                    عبدالله الديفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *