ألم،ٌ وصبر،ٌ وتفاؤل
غزاني الهم يا ويلي غزاني
بجيشٍ عارمٍ ينوي اكتئابا
شربتُ المرَّ من يدَه كؤوساً
وتنهشني الكروبُ؛ غدت ذئابا
وفاض القلبُ بالأحزان حتى
من الأفراح قد أضحى يبابا
ومِن ساح السرور خلا مكاني
وأهل السَّعدِ عدُّوني غيابا
وكم خانتنيَ الدنيا وحظي
بها لم ألْقه إلا سرابا
وعرَّتني الحياة،ُ وإنَّ بؤساً
على جسدي الهزيلِ غدا ثيابا
وكم عانيت في عمُري وأصبحتُ
مغترباً وأنتعلُ الخرابا
نعم والله مغتربٌ بأرضي
وهذي الحربُ زادتني اغترابا
وإن الحال شتَّتني، وحزنٌ
فكم في خافقي والضيقُ جابا
وأسئلةٌ تدور بلا حسابٍ
وهذا التيهُ قد حجَبَ الجوابا
ولولا أنني جلْدٌ صبورٌ
على الويلات كان اللُّبُّ ذابا
صمدتُ أمام عسرِ الحال إني
وجرَّ ذيولَ خيبتهِ وخابا
لقيتُ به جيوشَ الهم حتى
بسيف الصبر جزَّيتُ الرقابا
ومهما طال عمرُ البؤس إلا
إلى حيث الزوال مضى وغابا
وبي أملٌ بأن العسر يوماً
قريباً سوف يعتزم انسحابا
وأنَّ مرارة الأيام حتماً
ستصبح في الغد الآتي عِذابا
ومفتاح التفاؤل فيه إنَّا
سنفتح للغدِ المأمولِ بابا
تيسير الأثوري
15-11-2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب