#نفخٌ_في_الرماد
سحرُ البيان ملبّد الأجواءِ
وفم البديع مكبّل الأصداءِ
.
.
أنا لم أعد أدري بأي طريقةٍ
أبكي ، وكيف يكون لون بكائي
.
.
الحرب دمرت البلاد ولم يعد
لي موطنٌ إلا حروف ندائي
.
.
كم مرةٍ سنموت ليس لنا يدٌ
تغتالنا إلا يد العملاءِ
.
.
النازفون شعورهم بحروفهم
يتملقون لسيءِ الإملاءِ
.
.
وجعٌ توارث في البلاد ، وآدمٌ
أوصى العناء بأن يكون ردائي
.
.
أنا متعبٌ يا معشر الشعراء ، هل
من موطنٍ لا يستلذُّ عنائي؟
.
.
عبثاً أخطُّ الحرف دون نتيجةٍ
ما تصنع الأشعار في الضوضاءِ
.
.
هذا الذي بدمي يؤجج نبضهُ
أنّى لحرفٍ أن يكون دوائي
.
.
جيلٌ تخطَّفَهُ الزمان ولم يعد
يدري متى سيكون في العلياءِ
.
.
مرت عليه الأمنيات ولم ينل
منها سوى أضغاث حلمٍ نائي
.
.
إن ثار كان الموت جائزةً لهُ
أو نام مات من الأسى والداءِ
.
.
هو ميتٌ في الحالتين، ألا ترى
كم ميتٍ يدعى من الأحياءِ؟
.
.
قدرٌ هو الخوف الذي بقصيدتي
قدرٌ هو الرعب الذي بدمائي
.
.
ها كيف اقتنص الحروف وكلما
أمسكت حرفاً كان فيه فنائي
.
.
حتى القصيدة لم تعد مجنونةٌ
صارت تخاف اليوم من إردائي
.
.
من كان حراً في ابتداء قصيدةٍ
اليوم لا يقوى على الإيفاءِ
.
.
قد كنت أبقي للحوادث أحرفاً
فيها أخط سعادتي وشقائي
.
.
واليوم حرف قصيدتي ينتابهُ
وجعٌ من التقييدِ والإيماءِ
.
.
أقسى المواجع أن تحاصر شاعراً
كي لا يغرّد في سما الشعراءِ
أمين العماري
١٦ نوفمبر ٢٠١٩م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب