(في وطني )
✍/ جبر مشرقي ▪
_________________________
كل شيء جميل
في بلدي
إلا الرصاص
كل شيء هادئ
في مدني
إلا صوت المدفعية
كل شيء مستقر
في قريتي
إلا زغردت الأسعار
ورقصة العيد ليست مكتملة
تزعجها دموع الأطفال
اللذين لا يلبسون الجديد
جيوب أبائهم يملأها السراب
كل شيء جميل في وطني
وكل الألوان تشتهيها النفس
إلا لون الدماء
الشوارع تشتهي
رائحة العبق والعطور
لكن رائحة البارود تملأ أنفها
ثنايا الغيم
خفر أوجانها
دخان الكلاشنكوف
حتى أعمى أعينها
فهي كفيفية لا تبصر
حتى أنها احتارت أين ترسل ودقها؟
كل شيء له قوام أفرع
إلا قدود المآذن تقزمت
وصارت تمر من خلالها المدرعات وقوافل القتلى
في وطني
التأريخ يرقص رافلا
قبل برهة من الزمن
لكن أتى كابوس
حطم مابنته الأولى اللذين غنوا على ذرى السحاب
في بلدي
الأندلس مكررة
وفيه خلقت الطبيعة
وومنها أخذ العالم شيئا كبقايا الوشم
لكنهم قتلوا الجمال وداسوا الأزهار
في قممنا
تتكئ القصيدة لابسة ثوبها الموشى
بمكياج المجاز ونقش البلاغة
ودلع المعنى وعبقرية اللغة
فجاء من طمس جمال اللغة
وقتل القصيدة بزوملة لا تجد ماتلبس
بلدي البريء
كقلب أبي
وصوت أمي
أصبح خرابة يرتل فيها البوم شؤوم صوته ونعيقه
صار قصيدة فارسية
لا تهواها المسامع
"وحائلة" عن البلاغة
قد أنكرها الخيام
بلد كان حاكما
فأصبح محكوما عليه
كقصيدة المحكوم عليه
التي رتلتها شفاه الكفيف
بلدي بلدي
ماذا فيه ؟؟
وماأصاب فاه؟؟
لا مجال لكي أذكر الجواب
فالكل يعرف ماذا حل فيه
فلتزملوني من نزلة حزينة نزلت بفؤادي ▪
_______________________
✍/جبر مشرقي ▪
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب