الأربعاء، 29 يناير 2020

(( ثعلب في حظيرة الدجاج )) بقلم :شهاب قاسم المليكي

*ثعلب في حظيرة الدجاج*

بقلم - شهاب قاسم المليكي

يحكى أن قبل سنوات من الآن كانت هناك حظيرة كبيرة جداً تطل على النهر و فيها مزرعة كبيرة كان يسكنها الألآف من الدجاج النشيط والمنظم كان مقسم إلى مجموعات واحده لجلب الماء و الآخرى للزراعة وأخرى للحراسة نعم فقد كان هناك ثعلب مكار يسرق الفراخ الصغيرة التي تخرج من الحظيرة كان لا يستطيع دخول الحظيرة لإنه يعلم أن الوحدة التي تجمع الدجاج تفوق شجاعته وقوته بنسبة كبيرة جداً ، وإن حاول الدخول فسيموت من نقر الدجاج .
ولكنه كان ماكراً و فكر كثيراً بمكر وسطعت بداخله فكرة .
كانت الفكرة هي أن يخطف أحد الفراخ ويهرب، و يرتدي ثوب الخروف الحكيم العجوز ويعيد الفرخ للدجاج و هكذا سيستطيع ظالدخول إلى الحظيرة بثوب الخروف الوديع.
وبالفعل نفذ خطته الذكية و بعد أن خطف الفرخ وهرب و علم الدجاج انه لا يمكن أن يعود الفرخ فإذا بخروف يأتي مسرعا ويقول هذا فرخكم هذا فرخكم
رحب الدجاج بالخروف المُنقذ و أصرو على بقائه معهم في الحظيرة بعد أن أخبرهم أنه لا مكان له وهو خائفٌ من بطش الحيوانات المتوحشة
وهنا بدأ بغرس سهامه التي ستجعله ملك للحظيرة .
وكانت البداية مع تلك المجموعة المهتمة بالماء وتسكن بجوار النهر
فقال لهم بإسلوب ساخر :
*أنتم من تملكون الماء، ويجب أن تشعروا بالراحة و الرفاهية لما تعملون أنتم ؟!*
*يجب عليكم منع الماء عن باقي الدجاج ، ومن أراد الماء يجب عليه أن يخدمكم*
بدأ تفكير الدجاج الذي يسكن جوار النهر يتغير و كان يكرر كلامه في كل لحظة يراهم يعملون بجد و بالفعل بدأت الأفكار تتسلل لهم و هاهم يمنعون الماء عن باقي الدجاج، بل وجعلوا حراسة مشددة على النهر.
مرت الأيام و كان باقي الدجاج يعمل لديهم، وبدأت أول خطوة للتقسيم و التمييز بين الدجاج في الحظيرة
ذهب الثعلب المرتدي لثوب الخروف لتلك الجماعة التي تهتم بالطعام و كانت بالقرب من النهر و قال لهم :
*أنا لا أتفق مع أصحاب النهر ولكن بما أنهم منعوا الماء عنكم فلتمنعوا الطعام عنهم و لتأخذوا الماء مقابل الطعام، و أنتم لستم أقل منهم قدرا وجاها ،لذا يجب أن تعيشوا برفاهية وراحة و تجعلوا عامية الدجاج هم من يعملوا لديكم إن كانوا يريدون الطعام*
وهذا كان السهم الثاني، الذي جعل الأمر يزداد سوءً يوماً بعد يوم
بدأ الخروف يسير بين عامة الدجاج المسكين الذي يعمل في جلب الماء و زرع الحب و أخذه الى المخازن ويقول لهم :
*ماهذا يجب عليكم أن تنتفضوا ضد هؤلاء الذين إستعبدوكم، سأدلكم على طريقة تجعلكم تأخذون الطعام والماء دون تعب وجهد، ما عليكم سوا خطف الفراخ من اولئك الظالمين و مقايضتهم بالماء والطعام*
وهذا كان السهم الثالث و المدمر
فلقد أصبحت الحظيرة في خلاف دائم وقتال دائم، أصبحت الحظيرة مقسمة لفئات عديده غنية ومتوسطة وفقيرة
بعد أن أصبح الوضع سيئاً للغاية، ذهب الدجاج الفقير إلى الخروف يطلبو منه حل الخلاف، و كان الخروف مرتدياً ثوب الحكمة وجمع كافة سكان الحظيرة وقال لهم، يجب أن يكون هناك أحد يدير الماء و الطعام و يجب أن يكون للفقراء جزء يسير منهما دون تعب و جزء يعمل مقابلة
وافق الجميع على هذا الرأي
و لأنه حكيم بنظرهم فقد جعلوه هو الذي يدير الماء والطعام
مرت الأيام على هذا الوضع وبدأ الثعلب المرتدي لثوب الخروف بخطف الدجاج وقتله ورميه بالنهر.
ليلاحظ الدجاج أن هناك شيء غريب يحدث وذهب الجميع للخروف الحكيم بنظرهم
وهناك وضع آخر خطوة لشرعنة دخول الثعلب إلى الحظيرة
حيث قال لهم أن في النهر تماسيح ولقد أخبروه أنهم سيلتهمون أي دجاجة تقترب من النهر.
نظر الدجاج إلى بعضهم في خوف وقالوا له ما الحل إذا؟!.
قال الثعلب المرتدي لثوب الخروف :
*التماسيح تخاف الثعلب لذا فليأتي الثعلب و يدير الماء هو وإلا سنموت جميعاً*
وتحت ضغط الخروف و خوفاً من التماسيح فلقد وافق الدجاج على دخول الثعلب ولكن بشرط واحد وهو
*الا يدير سوى الماء وبمقابل حمايته لهم من التماسيح سيعطونه كل أسبوع دجاجة واحدة فقط*
وهناك قرر الخروف أن يرحل قبل حضور الثعلب لأنه يخاف منه فلقد ضربه حينما أنقذ الفرخ
وهكذا دخل الثعلب إلى الحظيرة
ليحمي الدجاج من كذبة التماسيح.
تشرعن دخول الثعلب إلى الحظيرة، على الرغم من تخوف الدجاج ولكن كان هناك بعض من الدجاج المسيطر الذي كان يستطيع أن يؤثر على فئة من الدجاج لقد كانوا رموزاً قوية و مؤثرة
بداية دخول الثعلب كانت متواضعة و مرت الأيام و الثعلب يراقب النهر وكان الدجاج كعادتهم يتوافدون الى النهر بكثرة و كان الثعلب يبتسم ويتودد لهم حتى انه كان ينقذ بعض الزجاجات التي تسقط في النهر بسبب الزحام و التدافع على النهر
اصبح وجود الثعلب امر عادي وطبيعي، و أصبح الدجاج يتحدث إليه بود و طيبة و هنا بدأ الثعلب بتنفيذ خطته للسيطرة على الحظيرة بشكل تام.
بعد أشهر من وجود الثعلب، أفاق الدجاج من نومه على صوت الثعلب وهو يصرخ لا تذهبوا إلى النهر اليوم فالتماسيح حذرت أنها ستلتهم أي دجاجة يرونها فهم جياع جداً .
نظر الدجاج الى بعضه البعض وكان الأمر مخيفا بالنسبة لهم و قالوا و ما العمل ؟!
قال لا أعلم لننتظر ونرى ماذا ستقول التماسيح الان يجب عليكم البقاء بعيداً عن النهر
وافق الدجاج، و مرت ثلاثة أيام دون أن يذهب الدجاج الى النهر
في اليوم الرابع جمعهم الثعلب. وقال : يجب علينا القضاء على التماسيح
استعجب الدجاج وقالوا لا قدرة لنا بمهاجمتهم
قال الثعلب : لا عليكم، أنا سأذهب الآن لأحضر أصدقائي ليساعدونني
ذهب الثعلب وعاد ومعه عشرون من الثعالب، وقال هاهو الجيش الذي سيحميكم من بطش التماسيح، ولكن يجب علينا الإتفاق على امر واحد
سنقسمكم الى عشرون مجموعة ولكل مجموعة قائد من الثعالب يجب عليكم طاعته و سننفذ خطتنا للقضاء على التماسيح
ولكن نريدكم منظمين بشكل تام
وافق الدجاج وكان مسروراً أن أزمة التماسيح ستحل ، وبالفعل تم تقسيم الدجاج الى عشرين مجموعة
بدأ الثعلب ينفذ الخطة الأساسية لتقسيم المجموعات فعليا، كانت كل مجموعة تطيع قائدها طاعة عمياء وكان القائد يحضر لهم الماء حتى أصبح كل ثعلب في مجموعته مثال للأخلاص والشجاعة
و أصبحت كل مجموعة مستعدةً للموت لأجل قائدها
وهنا وبعد ما شعر الثعلب القائد أنه وصل إلى هذه المرحلة العظيمة ، أمر الثعالب أن تتشاجر على النهر شجاراً كاذباً ، بسبب حصة كل قائد من الماء.
و دارت تلك المسرحية التي جعلت كل مجموعة تقف بصف قائدها، وعمت الفوضى بين المجموعات فلقد تقاتلت المجموعات فيما بينها البين
كان الثعلب القائد ينظر إليهم بصمت مرت أيام و الخسائر تزيد بين الدجاج و كان الثعالب يتقاتلون نهاراً و يلتهمون الضحايا ليلاً
وبعد أيام أمر الثعلب أن تقف المعارك بين الدجاج و قرر بناء بين كل مجموعة و أخرى سوراً كبير و يكون لكل قائد بيت في مجموعته و هكذا تم تقسيم الحظيرة تقسيما جذري ونهائي
أصبح لكل ثعلب جيش من الدجاج يحميه ويستمع لأوامره و الثعالب بدورها تطيع القائد الثعلب الماكر الذي نصبه الثعالب زعيما للحظيرة.
و هكذا أصبح الثعلب زعيماً لحظيرة الدجاج، و كان يصول ويجول و يبطش و يلتهم الدجاج و حينما يتحدث بعض الدجاج يأمر بإلقائهم بالنهر لتأكلهم التماسيح و بالطبع لا توجد تماسيح ولكن كان الدجاج يعلم باللحظات الأخيرة من عمره فيغرق وتغرق الحقيقة معه
...
...
متى سيفيق الدجاج من سباته و متى سيقتلع الثعلب الماكر و هل سيحدث ذلك أم أنه ضربا من الخيال كهذه القصة ؟!
سأترك الإجابة عليك أنت عزيزي القارئ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *