( أُمّةٌ سَكْرَىٰ )
الأُمّةُ اليَوْمَ سَكْرَىٰ مَن يُصَحِّيْهَا ؟
والتَيْهُ كَالدَّمِّ يَجْرِي في مَجَاٰرِيْهَا
تَعَيْشُ وَالحَاٰلُ رَهْنٌ في تَغَرْغُرِهِ
وَالوَيْلُ تَجْرَعْهُ مِنْ كَاسَاٰتِ سَاٰقِيْهَا
تَظَلُّ حَيْرَىٰ بِكَأسِ الوَيْلِ في وَهَنٍ
كَأنَّمَاٰ الَّيْلُ أرْسَىٰ في مَاٰقِيْهَا
كَقَاٰرِبٍ بِالأمَاٰنِي المُجْهَضَاٰتِ غَدَتْ
تَتُوْهُ في البَحْرِ لَمْ تَبْلُغ مَوَاٰنِيْهَا
كَأنَهَا العِيْسُ في البَيْدَاءِ تَآئِهَةً
ضَلَّتْ سَبِيْلٰاً مِنَ الأهْوَاٰلِ يُنْجِيْهَا
لِلْمَوْتِ تَرْأَىٰ عَيَانَاً ثُمَّ تَصْرُخُهُ
أنَّا لٰهُ المَوْتُ طَوْعَاً أنّ يُلَبِّيْهَا
________________
أعْدَآئُهَا اليَوْمَ يَسْطُوْهَاٰ جَبَاٰبِرَةٌ
مِن شَمْلِ أضْحَىٰ شَتَاٰتٌ مِنْ تَعَاٰدِيْهَا
إنَّ الجُمُوْعَ إذا مَاٰ فُرِّقوا وَهِنوا
كَحِزْمَةِ العُوْدِ أوْنَىٰ في تَنَآئِيْهَا
تَبْكِ الجِرَاٰحُ عَلٰا أجْسَاٰدِهَاٰ وَلٰهَاٰ
سُؤوْلُ الخَنَاٰجِرِ تَزْرَعْهَاٰ أيَاٰدِيْهَا ؟
مَأسُوْرَةٌ لٰاٰ إرَاٰدَاٰتٌ تُغِيْروا بِهَاٰ
كَمَاٰ الدُمَىٰ تَمْضِي في أيْدِي أعَاٰدِيْهَا
________________
أضْحَتْ بِسَوْآتِهَاٰ في الدَهْرِ عَاٰرِيَةً
مِن بَعْدِمَاٰ كَاٰنَ ثَوْبَ العِزِّ كَاٰسِيْهَا
يَنْعِيْهَاٰ دَهْرٌ وَقَد أوْدَتْ مَآثِرَهَاٰ
وَالحُزْنُ يَبْعَثْهُ في أنْفَاٰسِ بَاٰكِيْهَا
لَن يُذْهِبَ الضَعْفَ عَنْهَاٰ غَيْرُ صَحْوَتِهِاٰ
وَتَهْتَدي حِيْنَ تَمْضي هَدْي هَاٰدِيْهَا
لـ حسين الأصهب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب