الأربعاء، 29 يناير 2020

مشاركة للكاتب : عبدالله الصنوي

شيءٌ ما يراودني لكتابة نصٍ باذخ ببلاغة عالية وبلُغةٍ غنية بالمعاني والمفردات الجديدة لتتغير حالتي من جمودي ويأسي التام إلى سُخني وأملي الدائم،
لأطارد الصقيع بين أزقة المدينة صنعاء، وأنجز عملاً لم يخطر ببال أحد أن يقوم به هذا المساء،
لألتحقَ بمراتب الأدباء الأوائل ، وأتمكن من إجتياز هذا الليل الطويل إلى العاشرة صباحاً بعد النوم،
أو لأصطنع بذات النص حياة أخرى غير الحياة المألوفة التي مللتها وكرهت أيامها،لأكذب على نفسي أنني أعيش حياة إفتراضية،وأن القادم أجمل،
أو ليكون ذاك النص سبباً كافياً لوقف هذا النشيج
في طبول الحرب الراقصة فوق أشلائي ولو لعشر دقائق على الأقل،
أو لأركل جثتي من خلال تفاصيل النص
إلى أحد شوارع ومدن أوروبا،لاس فيغاس أو برلين،او أمستردام،ولا بأس بأقاصي البرازيل ،
وبنهاية مُبهمة لنصٍ ضائع،

أودُّ أن أكتبَ قصيدة رمادية في حبيبتي البعيدة،
أنحت عيناها وملامحها الفاتنة ،وأعيد قراءتها بعد ساعة كاملة ليرقص المساء فوق خصر حبيبتي فتضحك هي عندما أرسلها لها عبر دردشة الواتساب فتقول لي أيها الوغدُ الجميل ما أجملك بينما أرد لها أقوالاً مأثورة من كتاب الهوى ومن أحاديثُ قلبي المستوحاة من ثقافة الحب والسلام التي تشبهُ إلى حد ما وطن،وجمال إستثنائي بعيداً عن عالمنا الوقح،
أو لأبتسمَ أنا عندما تقرأ القصيدة حبيبتي بلسانها الفطن وحنجرتها المخمورة بالشجن، وترسلها لي عبر رسالة صوتية فأذهب بشقاوتي أدور حول اللامكان باحثاً عني ولا أجدني حتى الصباح،

أتمنى لو أقوم بمغامرة فاشلة أو إقتحام لأحد مراكز المدينة،أو العمل على تخويف أحدهم وإفزاعه
ومن ثم ألتفت إليه ضاحكاً مشيراً إلى كاميرا تختبئ بالجوار،
أريد أن يبللني المطر في طريق العودة بعد إنهاء المهمة بنجاح،
أريد أن أؤلف قصة قصيرة تشبهني من مواقف مختلفة حصلت لي حتى الآن،
أريد أن أُلقيَ أبياتاً شعرية على مسامع المارة وسائقي الميكروباص في الصباح الباكر،
أريد أن أتهجأ القصائد الطويلة في أحد أسواق القات المزدحم بالناس، وأن أجلب بالقصائد ربطة قات
على الحساب،
أريد أن أسرد بعض الروايات العتيقة في مقبل الأيام،
وأن أبيع نسخها الكثيرة بسعر عال في جميع المكاتب لأوفر قيمة عروسة جميلة، وأن أتزوج وأقيم حفل زفاف بسيط مع الأهل وأن أقضي شهر العسل في أرجاء القاهرة أو دبي،
أريد أن أرسم شيئاً رائعاً أو لوحة فن فأعود بمليار دولار إلى أمي قبل إنتهاء هذا العام،

أريد وهماً أتمسك به ک أي مؤمن
أريد أن أبكي كل ما تحت جلدي من حزن وأهرب،
أن أستعيد صبابتي الضائعة ولغتي الجامحة
وأن أكتب نصاً غير موزونٍ کهذا كل سبع ساعات.

عبدالله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *