غَرِيباً كالقصيدة
على قلَقِ المسافةِ يا "بلادي"
حمَلْتُكِ في الحنايا والفؤادِ
حملتكِ ألفَ جرحٍ ألفَ موتٍ
فما انطَفأَ اتّقادُكِ واتّقادي
نموتُ على مواسِمنا ظِماءً
ونَقتلُ بعضَنا باسمِ الجهادِ
كعادتِنا نُقاتِلُ مُذْ خُلِقْنا
على كَلإٍ قليلٍ أو جَوَادِ
معاركُنا التي بلغَتْ نصاباً
تتوقُ إلى المزيدِ من العبادِ
غريبًا كالقصيدةِ في زمانٍ
يبيعُ " البندقيّةَ " بالمزادِ
لأنّ الحربَ تقطنُ في قرانا
وتجتاحُ المدائنَ والبَوادي
أتيتُ مِن الفَناءِ بدون شكْلٍ
ولا لَوْنٍ ووجهي مِن رَمادِ
أتيتُ من السّعيدةِ حيثٌ أرضٌ
بلا "سَعدٍ"غدَتْ وبلا "سُعَادِ"
أتيتُ كأنّ فلاحًا عجوزًا
أضاعَ حقولَهُ قبلَ الحصادِ
أتيتُ كأنّني طفلٌ يتيمٌ
يخالُ أباهُ مالَ إلى الرُّقادِ
أتيتُ مُجَرّدًا مِن كلّ شَيءٍ
عدا صَوتِ "القنابلِ والمُضَادِ"
وبي "صنعاءُ" تجترحُ الأغاني
وتشدو كالحمامِ بكلّ وَادِ
وبي وجَعٌ يمانيٌّ كثيرٌ
وشعبٌ قد تسربلَ بالسّوادِ
على اليَمنِ السّعيدِ قِفُوا حِدادًا
فما بيَدِ المُحبِّ سوى الحِدادِ
بديع الزمان السلطان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب