الاثنين، 17 فبراير 2020

غريبآ كالقصيدة بقلم الشاعر بديع الزمان السلطان

غَرِيباً كالقصيدة

على قلَقِ المسافةِ يا "بلادي"
حمَلْتُكِ في الحنايا والفؤادِ

حملتكِ ألفَ جرحٍ ألفَ موتٍ
فما انطَفأَ اتّقادُكِ واتّقادي

نموتُ على مواسِمنا ظِماءً
ونَقتلُ بعضَنا باسمِ الجهادِ

كعادتِنا نُقاتِلُ مُذْ خُلِقْنا
على كَلإٍ قليلٍ أو جَوَادِ

معاركُنا التي بلغَتْ نصاباً
تتوقُ إلى المزيدِ من العبادِ

غريبًا كالقصيدةِ في زمانٍ
يبيعُ " البندقيّةَ " بالمزادِ

لأنّ الحربَ تقطنُ في قرانا
وتجتاحُ المدائنَ والبَوادي

أتيتُ مِن الفَناءِ بدون شكْلٍ
ولا لَوْنٍ ووجهي مِن رَمادِ

أتيتُ من السّعيدةِ حيثٌ أرضٌ
بلا "سَعدٍ"غدَتْ وبلا "سُعَادِ"

أتيتُ كأنّ فلاحًا عجوزًا
أضاعَ حقولَهُ قبلَ الحصادِ

أتيتُ كأنّني طفلٌ يتيمٌ
يخالُ أباهُ مالَ إلى الرُّقادِ

أتيتُ مُجَرّدًا مِن كلّ شَيءٍ
عدا صَوتِ "القنابلِ والمُضَادِ"

وبي "صنعاءُ" تجترحُ الأغاني
وتشدو كالحمامِ بكلّ وَادِ

وبي وجَعٌ يمانيٌّ كثيرٌ
وشعبٌ قد تسربلَ بالسّوادِ

على اليَمنِ السّعيدِ قِفُوا حِدادًا
فما بيَدِ المُحبِّ سوى الحِدادِ

بديع الزمان السلطان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *