الاثنين، 10 فبراير 2020

* لسْتُ عَبْقَريًا * بقلم أ : عثمان المسوري


ااااااااااااااااا
.

لسْتُ عَبْقَريًا
وإنَّمَا عَقْلِي جَنَى عليَّ ،
في كلِّ يومٍ جنايةٌ تُقْعِدُنِي في العُزْلةِ ،
تَقْذِفُني إلى درجةٍ أعلَى من سُخريَّتِي المُتَنَامِيَةِ ، أو النَّاجِمَةِ في سَاعَاتِ الطُّفُورِ الاسْتِفْهَامِي ، تُطَايُرنِي شَرَرًا لم تتعرَّفْ عليهِ جَذْوَتِي بَعْد ، وبَلُّورًا يَتَوزَّعُ للإعجَابَاتِ الآنِيَّةِ دون قصد أو اقتصادٍ زماني ، تُقطِّعُ أورِدَتي الأولى وتُلصِقُهَا بِحَيَاةٍ  أخْرَى كَمَا أبدُو فِيهَا ،
تُجَرِّدُنِي لافْتِضَاحِ حَقِيقَةٍ أكْبَر .
.

لسْتُ عَبْقَريًا
أنَا فَقَطْ أفْقَدُ أطرَافَ الذَّاكِرَةِ ولا أتَذَمَّرُ ،
أحْمِلُ نُقْطَةَ المَدَارِ مَعِي وأتَنَقَّلُ بِي حَيثُ يَدُورُ الفِكْرُ النَّاشِئ ، والشِّعرُ النَّرجَسِيُّ الأعْزَلُ ، يَنْهَضُ فِكْرِي فَأنْهَضُ مِثْلَهُ تَمَامًا في التَّحَدِّبِ والتَّقَعُّر ِوالالتِوَاءِ ، ولا أستَقِيمُ سَاعَةً ، إنَّمَا أتَابِعُهُ بِلا هَوادَةْ .

.
لسْتُ عَبْقَريًا
ولكنْ مَا تَرَكتُ الخَلقَ النَّظَرِي يَتَحَجَّرُ ،
ولا العِطْرَ الشَّفَوي يَتَبَخَّرُ ، ولا الخَوَاطِرَ الغَرِيبَةَ تَتَهَجَّرُ ، ولا طُيُورُ أشْجَانِي الصَّغِيرَةَ تَتَسَّربُ في اتِّجَاهَاتٍ مُغَادِرَةٍ ،
ومَا انْخَرَطتُ من بَعدِ ثَلاثِينَ مَوسِمًا في قَطِيعٍ منتظمٍ أو لاهٍ بِدِمَاءِ العُشْبِ ،
وما تَحَيَّزْتُ عن الهَامِشِ لأجْلِي ، ومَا أوجَدتُ المَضْمُونَ لأَجُلِي ،
ومَا أنْشُدُ الضَّمَانَ لأجْلِ القَلَقِ الشِّعرِي ،
وما تَصَحَّرتُ بِمَحْسُوسِي المَاثِلِ أمَامَ بَلَلٍ لا يَقْطُرُ ورْدًا أو يَتَخَلَّلُ بِجَفَافِ الحَظّ ،
في الغَالِبِ لا أرِيدُ تَسْوِيَةً غَيرَ واعِيَةً ،
أو هُدُوءًا أصْنَعَهُ بِعَواطِفِي فَقَطْ
ولا أرِيدُ مَا عِلِقَ بِي من كَرَمِ الصُّدَفً إلى الآنَ ، فَمَا أرِيدُهُ لَمْ يُرِدْنِي إلى الآن .

.
لسْتُ عَبْقَريًا
إنَّمَا أضَيِّعُ حِسَّ الانْتِمَاءِ وأجِدُهُ ،
ولا أهتَمُّ بِمُعَدَّلِ الاهْتِمَامِ ، أو السُّطُوعِ أو التَّداجِي بالأعْشَابِ الطَّبِيعِيَّةِ .
وهَكَذَا يَحلُو الضَّيَاعُ ويَتَجَدَّدُ ،
وتُتَّهَمُ العَبْقَرِيَّةُ بِي .

عثمان المسوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *