ااااااااااااااااا
.
لسْتُ عَبْقَريًا
وإنَّمَا عَقْلِي جَنَى عليَّ ،
في كلِّ يومٍ جنايةٌ تُقْعِدُنِي في العُزْلةِ ،
تَقْذِفُني إلى درجةٍ أعلَى من سُخريَّتِي المُتَنَامِيَةِ ، أو النَّاجِمَةِ في سَاعَاتِ الطُّفُورِ الاسْتِفْهَامِي ، تُطَايُرنِي شَرَرًا لم تتعرَّفْ عليهِ جَذْوَتِي بَعْد ، وبَلُّورًا يَتَوزَّعُ للإعجَابَاتِ الآنِيَّةِ دون قصد أو اقتصادٍ زماني ، تُقطِّعُ أورِدَتي الأولى وتُلصِقُهَا بِحَيَاةٍ أخْرَى كَمَا أبدُو فِيهَا ،
تُجَرِّدُنِي لافْتِضَاحِ حَقِيقَةٍ أكْبَر .
.
لسْتُ عَبْقَريًا
أنَا فَقَطْ أفْقَدُ أطرَافَ الذَّاكِرَةِ ولا أتَذَمَّرُ ،
أحْمِلُ نُقْطَةَ المَدَارِ مَعِي وأتَنَقَّلُ بِي حَيثُ يَدُورُ الفِكْرُ النَّاشِئ ، والشِّعرُ النَّرجَسِيُّ الأعْزَلُ ، يَنْهَضُ فِكْرِي فَأنْهَضُ مِثْلَهُ تَمَامًا في التَّحَدِّبِ والتَّقَعُّر ِوالالتِوَاءِ ، ولا أستَقِيمُ سَاعَةً ، إنَّمَا أتَابِعُهُ بِلا هَوادَةْ .
.
لسْتُ عَبْقَريًا
ولكنْ مَا تَرَكتُ الخَلقَ النَّظَرِي يَتَحَجَّرُ ،
ولا العِطْرَ الشَّفَوي يَتَبَخَّرُ ، ولا الخَوَاطِرَ الغَرِيبَةَ تَتَهَجَّرُ ، ولا طُيُورُ أشْجَانِي الصَّغِيرَةَ تَتَسَّربُ في اتِّجَاهَاتٍ مُغَادِرَةٍ ،
ومَا انْخَرَطتُ من بَعدِ ثَلاثِينَ مَوسِمًا في قَطِيعٍ منتظمٍ أو لاهٍ بِدِمَاءِ العُشْبِ ،
وما تَحَيَّزْتُ عن الهَامِشِ لأجْلِي ، ومَا أوجَدتُ المَضْمُونَ لأَجُلِي ،
ومَا أنْشُدُ الضَّمَانَ لأجْلِ القَلَقِ الشِّعرِي ،
وما تَصَحَّرتُ بِمَحْسُوسِي المَاثِلِ أمَامَ بَلَلٍ لا يَقْطُرُ ورْدًا أو يَتَخَلَّلُ بِجَفَافِ الحَظّ ،
في الغَالِبِ لا أرِيدُ تَسْوِيَةً غَيرَ واعِيَةً ،
أو هُدُوءًا أصْنَعَهُ بِعَواطِفِي فَقَطْ
ولا أرِيدُ مَا عِلِقَ بِي من كَرَمِ الصُّدَفً إلى الآنَ ، فَمَا أرِيدُهُ لَمْ يُرِدْنِي إلى الآن .
.
لسْتُ عَبْقَريًا
إنَّمَا أضَيِّعُ حِسَّ الانْتِمَاءِ وأجِدُهُ ،
ولا أهتَمُّ بِمُعَدَّلِ الاهْتِمَامِ ، أو السُّطُوعِ أو التَّداجِي بالأعْشَابِ الطَّبِيعِيَّةِ .
وهَكَذَا يَحلُو الضَّيَاعُ ويَتَجَدَّدُ ،
وتُتَّهَمُ العَبْقَرِيَّةُ بِي .
عثمان المسوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب