الأربعاء، 5 فبراير 2020

* نوح * للكاتبة : ليلى السندي

نوح

وكل ليلة لا زالت ترتب المائدة تضع تلك الوردة الحمراء من بستان حديقتها، في إناء يحمل صورتهما، وتحضر العشاء، عبارة عن صحنين فارغين وكوبين خاليين إلا من الأسى.

تنتظر أن يدق بابها، ليتقاسما لقمة لم تعد تطهوها، وجلست على المائدة تتصفح إلبومها، ودمع العينين يعانق بسمة الشفاه الباهتة لعلها تزهر من جديد.

عانقها مودعاً، وهو يمسح دمعات عينيها، يعدها بالعودة، أخبرته أنها تخشى عليه، وأن شعوراً يخالجها لا تعلم كنهه، أجابها وهو يبتسم: جنديٌ أنا أحمي وطني يا وطني، فلئن قُتلت فتحممي بحبي، وتعطري بهمسات غزلي، لعلي أحيا كل ليلة بين دموعك، أو على شفاهك أرتشف الحياة قبلة.

ودعته واستودعته ربها، وكأن شعورها كان قدراً كُتب لحظتها، لكن لكل أجل كتاب.

وارتدت سواد الليل فستاناً، وقصت جدائلها السوداء، ودفنتها معه لعلها تؤنسه، وكم تمنت أن تكون تلك الجدائل.

ومضى الجميع من حيث أتوا وهم يتمتون بالدعاء بالرحمة للفقيد والسلوان للأرملة العشرينية، التي تركت روحها، وعادت مع ذويها جسداً خالياً من الحياة.

ليلى السندي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *