مقطع بتصرف من
قصيدة: هَذَيَاٰن ..!
بَوْح..!!
...
إِنْ بَوْحِيَ إِلَّاٰ كَشْفُ مَدَىٰ
فِي غَوْرِهِ أَسْبُرُ إِنْسَاٰنِي
وَأُفَتِّشُ عَنْ ذَاٰتٍ رَقَدَتْ
فِي كُنْهِ السِّرِّ الْفَتَّاٰنِ
وَأَلُوذُ بِلَيْلٍ مُنْشَغِلٍ
وَسْنَاٰنِ الْجَفْنِ كَحِرْمَاٰنِي
فَأُعَاٰنِقُ أَسْرَابًا شَرَدَتْ
وَتُفِيضُ بِذَاٰكَ الطُّوفَاٰنِ
وَلَجَأْتُ لِزَوْرَقِ أَخْيِلَتِي
أَتُرَاٰهَاٰ رَصَدَتْ هَذَيَاٰنِي؟!
أَشْرَبُ أَنْخَابًا تَشْرَبُنِي
فِي سُكْرٍ طَفَّفَ مِيزَاٰنِي
لَاٰ خَمْرَةَ لَاٰ خَلًّا وَهَبَتْ
أَوْ نَفْحًا طَيَّبَ أَرْدَاٰنِي
بَلْ تِيهًا أَجْهَضَ بَيِّنَتِي
وَبِوَهْمِ الرِّيبَةِ أَرْدَاٰنِي
لِلْحَقِّ وَجَوْهَرِهِ وَجْهٌ
لَاُ يُقْبَلُ فِيهِ الْوَجْهَاٰنِ
أَحْتَاٰجُ حَصَاٰفَةَ مُجْتَهِدٍ
يَسْتَحْضِرُ حِكْمَةَ لُقْمَاٰنِ
أَحْتَاٰجُ الْهْدُهُدَ يُخْبِرُنِي
عَنْ غَيْهَبِ سِرٍّ أَعْيَاٰنِي
وَالْهُدْهُدُ أَبْطَأَ فِي سَبَإٍ
أَوَيَخْشَىٰ بَطْشَ سُلَيْمَاٰنِ؟!!
قَدْ طَاٰلَ الْعَهْدُ بِغَيْبَتِهِ
أَيَعُودُ بِعِرْقٍ قَحْطَاٰنِي
هَلْ فَرْقٌ يَاٰ ذَاٰتِي الْحَيْرَىٰ
إِنْ نُسِبَ الطَّيْرُ لِعَدْنَاٰنِ
أَتَرَيْنَ بِرَبِّكِ مَاٰ يُحْكَىٰ
أَوَلَيْسَاٰ حَقًّا سِيَّاٰنِ؟!!
فَانْتَظِرِي خَفْقَةَ هُدْهُدِنَاٰ
يَأْتِيْ بِالنَّبَإِ الْفُرْقَاٰنِ
يَأْتِيْ بالنَّبَإِ وَمِنْ عِظَمٍ
لَيُبَدِّدُ ظَنَّ الظَّنَّاٰنِ
وَيُدَاٰوِي شَوْقَ الْمُشْتَاٰقِينَ
وَيَرْوِي لَهَبَ الصَّدْيَاٰنِ
مَاٰ أَصْدَقَ صِدْقَكَ هَاٰدِينَاٰ
إِذْ قُلْتَ: الْإِيمَاٰنُ يَمَاٰنِ..!
يَاٰ رُوحِي، يَاٰ ذَاٰتًا أبَقَتْ
قَد تُبْتُ فَضَلَّتْ أَقْرانِي
أَتَظُنُّ مَتَىٰ طَاٰفَتْ وَغَدَتْ
في الصَّبْوَةِ نَزْفَ الشِّرْيَاٰنِ
في المُهْجَةِ دَمْعًا سَهَّدَنِي
أَنْ تَهْتِكَ سِدْرَةَ أَلْحَاٰنِي؟!
أَقْسَمْتُ عَلَى ذَاٰتِي الْوَلْهَىٰ
كَيْ أَدْخُلَ عِصْمَةَ إِدْمَاٰنِي
وَمَدَدتُ بِسَبَبٍ أُعْتِقُهَاٰ
فَبَكَاٰنِي الْوُدُّ وَأَبْكَاٰنِي
وَبِنَظْرَةِ عَيْنٍ سَاٰجِمَةٍ
نَاٰدَمْتُ حِجَاٰبَ الْعِرْفَاٰنِ
فَوَلَجْتُ سَرِيرَةَ أُحْجِيَتِي
كَيْ أَجْلُوَ زَيْفَ الْبُهْتَاٰنِ
فِي حَلْقَةِ رُشْدٍ صُوفِيٍّ
أَمَلٌ يَتَغَشَّىٰ دَوَرَاٰنِي
وَأَنَاٰ فِي الْحَضْرَةِ دَرْوِيشٌ
قَلْبِيْ وَرُؤاٰيَ أَسِيرَاٰنِ
فِي عِزِّ الْوَجْدِ تَمَلَّكَنِي
فِقْهٌ فِي نَبْضِ الْإِيقَاٰنِ
حَتَّاٰمَ سَأَبْقَىٰ فِي قَلَقٍ
أَوَمَاٰ يُلْهِمُنِي نَجْدَاٰنِ؟!
فَتَلُوحُ لِيَ الْبُشْرَىٰ لَمَّاٰ
نَاٰدَىٰ فِي رُوعِي الْقُطْبَاٰنِ
قُطْبٌ يَأْتِينِي بِخَلَاٰصٍ
وَالْآٰخَرُ يَأْتِي بِتَهَاٰنِ
فَهُرِعْتُ لِنَهْرٍ مِنْ حَمْدٍ
وَغَرِقْتُ بِفَيْضِ الشُّكْرَاٰنِ
فَالنَّفْسُ اشْتَاٰقَتْ لِلِقَاٰءٍ
وَلِوَصْلٍ يَجْتَاٰزُ مَكَاٰنِي
قُومِي للرَّبِ بِلَاٰ عَنَتٍ
لِجَلَاٰلِ الْوَاٰلِي الْحَنَّاٰنِ
قُومِي لِإِلٰهِكِ سَاٰجِدَةً
بِيَقِينِ الذُّلِّ بِإِذْعَاٰنِ
لِإِلٰهٍ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ
مَنْ كَرَّمَ طِينَ الْإِنْسَاٰنِ
مَنْ أَسْجَدَ لِلطِّينِ الْأَمْلَاٰكَ
وَطَوَّعَ بَاٰقِي الْأَكْوَاٰنِ
لٰكِنْ إِيَّاٰكِ مِنَ الدَّاٰعِينَ
إِلَىٰ مَأْدُبَةِ الشَّهْوَاٰنِ
غَرْثَىٰ أَوْ ظَمْآٰىٰ أَوْ لَهْفَىٰ
أَرْجَىٰ مِنْ تُخْمَةِ فَجْعَاٰنِ
...
باسم أحمد قبيطر - إسبانيا 🌴
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب