الجمعة، 26 يونيو 2020

بقايا شبح بقلم ليلى السندي

*بقايا شبح*

أيقظها العطش ليلاً فصبت لنفسها كأسا من العصير، وفي طريقها حاملة كأس العصير مرت بجوار المرآة تنظر هل يحتاج شعرها لترتيب، فإذا بها تلمح عينين باكيتين، وشفاه مشققة مع شعر أحمر نافر، لا شيء من ملامح الوجه سوى ما رأت سابقاً، شعرت بشيء يسقط في صدرها، كتنهيدة تائهة، ووخزة خوف تدق أيسرها.

فإذا بالشفاه تخاطبها إسقني، فلم اشرب منذ عشرة قرون، ووجهي يتناقص شيئاً فشيئا مع كل قرن تقترب بداياته.

تسمرت لم تدرك ما تقول، لم تسطيع الصراخ، لم تستطع الركض وسقط منها الكأس فتناثرت شظاياه، لم تشعر بالزجاج المخترق جلدها، لم يمكنها سوى البكاء بعينين تتسع كلما شعرت بالوجه يكاد يخرج من المرآه.

تجمدت وصرخت صرخات مكتومة، فقد خرجت بعض خصلات المرأة الناقصة من المرآه، وأغرقت أرضية الصالة دموعاً، وهي تتقدم نحوها باكية.

ولم يتلاشى كل ذاك الرعب إلا حين أضيئت الصالة فجأة، لتجد أمها أمامها هلعة مابكِ صغيرتي، نظرت إليها بصمت ثم قالت: "لا تخافي أمي انسكب بعض العصير، فسقطُ دون أن انتبه."

ومنذ تلك الحادثة لم تنظر قط للمرآه، وكانت تشعر دوماً بوخزة في صدرها كلما اقتربت من مرآه أو عاكس يشبهها.

وبعد عشر سنوات كان حفل تخرجها، فقد غدت طبيبة نفسانية، جاءتها رسالة بظرف وردي، فتحته، لتجد بعض خصلات حمراء، وورقة كتب عليها، سنلتقي فقد نضجتي وغدوت الآن في حاجة إليكِ أكثر"

ليلى السندي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *