. *صَقِيعُ الْحُلُمِ*
شُعُورٌ مُبْتَهِلٌ فِي صَقِيعِ الحُلُمِ يَحْتَسِي دِفْءً مُقْتَبَسًا مِنْ نَارِ الصُّدَفِ تَتَنَاءَى هَفَواتُهُ مابَيْنَ اسْتِمَاتةٍ وتَمَنِّي ..
مَسَافَاتُ الْقَلْبِ مَحْفُوفَةٌ بِزُهورٍ ذَابِلةٍ ؛ والرُّوحُ تَحْتَ مِطْرَقةِ الكآبَةِ تَتَوَارَى خَلْفَ أَزْمِنَةِ الصَّمْتِ فَتَعُودُ الأُمْنِياتُ لِتَقْبُعَ في جَوْفِ صَلَابَتِي الْمُنْهكه ، لَمْ أشَأ هَذَا التَّنَاقُضَ الَّذِي يَمَسُّ الرُّوحَ بِزَلْزَلةٍ فِي رُفُوفِ الأَعْماقِ ؛ فَتَارةً يَشْتَعِلُ الأملُ وتَارةً تَنْطَفِئُ الأَضْوَاءُ فِي مُنتَصَفِ الطَّرِيق ..
لِي أَحْلَامِيَ النَّابِضَةَ فِي مَكَامِنِ أَوْرِدَتِي تَتَسعُ لِلْفُؤَادِ وَتَنْتَشِلُ لَحَظَاتِ التَّمَنِّي مِنْ طَاولةِ النَّجاةِ لِتَلْمَعَ بَيْنَ أَصَابِعَ الإِدْراكِ كَخُرَافيةِ الظُّهورِ ؛ وَبَعْدَ أَمْيَالٍ مِنَ الرَّكْضِ كَانَ قَلْبِي رَقِيقًا لا يَحْتَمِلُ خَيْبَةَ الأَمَلِ ؛ على مَايَبْدُو لَيْسَ لَنَا مِنْ جَنْيِ الأَحْلامِ إلَّا الْعَنَاءَ..
تَضَاءَلتْ الَّلهفَةُ شَيئًا فَشَيْئًا وَالسُّكونُ أَصْبَحَ كَظِلٍّ يَبْحَثُ عَنْ وَطَنٍ يَحْتَويهِ فِي الَّليالِي البَارِدةِ لِتَنكَمِشَ سَهَوَاتٌ قَاصِرةٌ فِي مُنتَهَى الْخُدوشِ فَلَمْ يَكْتَمِلْ الحُلُمُ مَازَالَ مُجَرَّدًا مِنْ حَدِيقَةِ الْعُمُرِ المُنتَظَرِ يُصَارِعُ وعُورَةَ الدَّرْبِ المُلَفَّقِ بِالْوَهْمِ الطَّوِيل ..
ولِأَنَّ مَنْهَجَ الآمالِ مَبْنِيٌّ عَلَى الوصُولِ ؛ لَقَدْ بَذَلْتُ قُصَارى جُهْدِي لِأُكمِلَ رَسْمَ لَوْحةِ الأنفاسِ لِيَنبَثِقَ النُّورُ فِي عَتَمَةِ الزَّوالِ ؛ فَالأَمواجُ عّاتِيَةٌ تَقِفُ مَابَيْنَ حُلُمٍ تَسَامى فِي مَيْدَانٍ مَشْبُوبٍ فَتَسَرَّبتْ أَورَاقِي تَعَبًا على أَعْمِدةِ البُكاءِ ؛ ومَدَارَاتِي خَافِتٌ نَبْضُهَا مَسْجُونٌ فِي صَقِيعِ الحُلُمِ ولا زِلْتُ أنا عالِقًا فِي المُنتَصَفِ أَظُنُّ حَتَّى النِّهايَاتْ بَدَأتْ تُشْفِقْ عَلَيَّ مِنْ فُتاتِ الْوَجَعِ الَّذِي جَسَّدَهُ حُلْمٌ دُفِنَ تَحْتَ الْجَلِيدِ . .
#عازفة_الليل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب