همدانيات2019
دعوات
قبل عشرين عاماً
وجهي غارقاً في حضن وسادة
جميعهم كانوا في نشوة الفرح...
وأنا سعيدة بحزني والتعاسة!
هل كنت مخطئة حينما دعوت الله أن يصرف الشر عن كل أهلي وأحبتي ويجعلني كبش فداء في حالة الابتلاء؟!
دعوته أن لا يصيب أخواتي أي مكروه!
وها أنذا أرى دموعاً تنساب على خدودهن بوفرة البؤساء !
دعوته أن لا يصيب إخوتي مكروها!
وها أنذا أرى كل واحد منهم
في فلك يسبحون
وفي شتات الدنيا غارقون..
دعوته أن يكون الرضا والفرح نصيب كل فرد في هذه البسيطة ...
وها أنذا أرى النصف تائه
والنصف الآخر في جهاد نفس مستعر ...
دعوته أن يجعل الحزن والألم لي وحدي
وكل العالم في فرح وسعادة...
وها أنذا لا أستطيع تحمل أدنى جزء من الحزن ولا قشة ألم..
ها قد أصبحت ادعو الله دوما
أن لا يحملني مالا أطيق
وما لا يقوى عليه قلبي
ولا تستسغيه جوارحي.
فكيف بي كنت أدعو الله
أن يحملني ثقل بؤس وتعاسة العالم كله؟!!
تصيبني دهشة عدل الله ولطفه ورحمته...
يا لدهشتي بحكمة الله في صغائر الأمور وعظيمها...
هو أدرى بمدى تحمل كل عباده لتفاصيل الحزن أو الفرح..
فجعل الحزن بمقدار..
وجعل الفرح بمقدار..
وبينهما لطف خفي ورحمة عظيمة..
يا لظلمي لنفسي حينما دعوت الله بذلك...وهو أرحم بي من أمي وأبي...
ها أنذا بعد عشرون عاماً
أدعوك يارب باللطف في كل أموري
لا تحملني مالا طاقة لي به....
ولتجعلني يارب رداء الفرح
لكل التعساء
ومزيل حزن لكل البؤساء ...
وأعترف لك يارب بأن كل خير أصابني هو من عندك وما عدا ذلك فبما كسبت نفسي وجنته يداي ولا حول لي ولا قوة إلا بك يا عظيم...
صفاء محمد
20.4.2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب