غربة في الذات
تحت فيء الضيء كنت أمرح في فضاءات البراءة و الحنو..
حلقت فوق قمم السعادة التي لم أشك لوهلة أنها مشروخة! ظننت بابها مغلق لا يتسلل إليه غبار عكر..
لكن..
ذات عاصفة هوجاء تجعدت من إثرها جدران تلك السعادة، و انخلعت آخر ابتسامة من بابها..
تحطم الدفء.. و فزت كل تلك الضوضاء الجميلة..
أصبحت رمادًا بعد نار..
أشباح الفراغ تقهقة كشريرة تحضر الأرواح..
هُجرت من كل شيء إلا المسافات البعيدة، فقد آوتها..
بين ومضة و رمشة عين يمر شريط النكثات الحربية التي مزقت أوصال نوري و نزفت إلى أن حل الظلام..
اختل هيكل ثوبي.. بين خطوة و خطوة ميلايين من العثرات!! و بين دمعة و أخرى شهقات تجمع شتلات القلب المحطم..
ضاع الأمل و يتمت الأحلام..
مات الضوء في عتمة النهار!
الليل يبس في مكانه..
لم تعد النجوم تجرح سترته.. لم يشرق القمر فتلك الغيوم الجارجة تأكل من ضوئه..!
تصدأت الذكريات و علقت كفيروس في جهازي التنفسي
لم يعد الشهيق يعرف مدخلة و أوصدت منافذ الزفير و تفحمت..
هكذا أصبحت مهمشًا لا يقرأني إلا القلم و لا يكتبني إلا سطور مصلوبة صامتة.. يرسم ملامحي كاتب مجهول لا أعرفه و لا يعرفني!
تجمدت المشاعر تحت درجة عالية من الخذلان..
مفرغة تمامًا.. لا أراني.
كهندول صفعه الخراب و مازال ملتصقًا في عنق غرفة مهجورة من كل شيء غير الصدى..
فغربتي داء شرقي دواءه ملحد كافر..!
فاتن مغلس♪
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب