الثلاثاء، 30 يونيو 2020

لعنه الاثر بقلم شهاب المليكي

*لعنـة الأثر*

قبل سنوات من هذه اللحظة لم أتوقع في لحظة ما أن أتحدث عن هذه اللعنة، كنتُ ساذجاً لدرجة الغباء او أبعد من ذلك، كنتُ سرمدي، أزلي او أبدي، لكم حق إختيار المُسمى، لكن لا يحق لكم إختيار من سيبقى أبدي.
كملحمة حطين او قصة القديس فلانتاين او كمسيرة المناضل جيفارا ينتهي كُل شيء، لكن  يبقى الأثر، فملحمة حطين مازالت في الذاكرة، و يحتلفون كل عام بيوم القديس، و كل من اتدعى الثورية و حب الوطن إرتدى قميصاً ذو ماركة عالمية عليها صورة جيفارا و خرج ليثور ضد عدم العدل و الفقر والفساد.
في الحقيقة نحنُ في عالم وضيع و نحن جزء منه، بل نحن السبب في وضاعته، حسناً لنعود الى لعنتنا لهذا المقال.
لعنة الرحيل، يرحلون من حياتنا او نرحل من حياتهم، و يحدث الإنهيار لمن سُلبَ حريته و قوته و طاقته، يرحلون او نرحل و تنتهي المسألة ولكن يبقى الأثر...
في لحظات الإنهيار تأتي تلك العادات السلبية، و ترحل لحظات الإنهيار و يبقى اثرها.
لعنة الرحيل لا تنطبق على الأشخاص بل حتى على اللحظات.
حسناً ...
شكراً لمن رحل و شكرا لمن بقى وسيرحل ذات يوم، لم يعد الرحيل بالنسبة لي لعنة، فأنا لم اعد اثق بشيء، كيف أثق و أنا لستُ واثقاً ان روحي ستبقى معي حتى أُكمل هذا المقال؟!

اللعنة الحقيقية هي الأثر الذي يأتي بعد الرحيل.
ساخبركم قصة صديقي.
كان يعشق فتاة تدعى سراب، كانت علاقتهما عظيمة بعظمة مُصطلح الحُب.
ذات يوم اتفقنا أن نلتقي في أحد المقاهي، ذهبت اليه و رأيته يتحدث، نظر الي و ارسل الي رسالة على هاتفي يقول فيها:

صديقي إنتظرني قليلاً، سراب معي الان و نحن نتحدث بأمور الزواج.

قرأت رسالته و ركضت اليه غير مستوعب لما يقول، ماهذا الذي يقوله، سراب تلك التي عشقها، تلك التي قد توفت قبل سنة من الان؟!
وصلت اليه، كانت يتحدث و نظر الي مبتسماً دوما ما تزعجني حينما اكون برفقتها، صديقي
*كان يتحدث الى سرابها وليس الى سراب*

هذه اللعنة الحقيقية، لعنة تجعل كل من حولك يظن أنك ما زلت تريد شيئاً ما او تُحب شيئا ما و أنت في الأصل لا تريده ولكن مازال الاثر باقٍ .
..
..
..
✍🏻 .. شهاب قاسم المُليكي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *