مشاركتي في ترجمان الصورة منتدى ترانيم أبجدية .
الطفولة الكبيرة
بشق النفس أتنفس ...
انطفأ الماء في قمر أبيض بفحمة متجمدة ، لأقبضه بين أصابع اليد دم حبر بأخاديد مكسورة بحشد من الجدران ، استاء طفل يانع عجوز من ضيق المكان ، من حرمانه من أقنيةوطرق الخلاص ، شنّقت الصرخة مذبوحة في مخرج الحلق من مجموعة المهزلة الإنسانية ، تستنجد بالجثث الساخنة للكلام في تنهيدة مشحونة من الفخ الصامت للحظر المكسو بالادغال تنتهي إليه عدة دروب ضيقة بيّنة لمكيدة ماهرة مكتظة ببلل الضياع السحيق لبراءة بعدم اليقين من مرضها أو عافيتها ، بالشك في حياتها أو موتها ، حفاة تسير زمرا متفاوتة العدد ، بألوان احتضار تلفهم من العنق إلى الركبتين بندقية من نسيج حجر بالغ الخشونة ، اختفَت وجوههم الكتيمة المطرقة بفعل دلالة عرق صهد الحاضر وتراكم غبار التاريخ حتى ليحسب الناظر لأول وهلة أن هذه التفاصيل الثقيلة من بعض تكوينهم ، حفرت على جباههم انعكاسات تفكير عميق مضطهد عقيم الخبرة والتجربة ، لا تشي بما يجول في رؤوسهم من قسوة الصمت الخفيّ ، وكأنهم على عتبة الأزلية المعجونة بصلصال من المصائر المتبرجة في الفعل الكمي للقدر المنفتح على الجدار الخارجي المحاصر لهم حتى الحد الأقصى بالألم وكل المأساة سرَت في وعر الليل تحت المنتهى .
بشق النفس أتنفس ..
بدم حبري جهرا أدونك ، طفلا بريئا ابني الأول الأبدي في جمر أبجديتي انحتك في عمق القلب لوعة استجداء لإنصافك من مكر الناعقين حتى يخصب الماء من جديد في قمر أبيض .. بصوت خافت بلغ به التأثر مبلغه وقال :
- وقعنا في مصيدة خبيثة !
قال جيرار :
- ومم تخاف ؟
قال هولو :
- أخاف ؟! .. ثم تابع قائلا :
- اجل ، كنت ولا أزال أخاف أن يباغثني الرصاص في منعطف الغابة .. دون أن يصيح أحد : مَن الحيّ !...
بشق النفس لن أتنفس ..
فاطمة سليماني
2020 - 6 - 22
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب