مشاركة في برنامج ترجمان الصورة
يا فلذة كبدي
أخي الحبيب
ليس سهلآ علي تركك هنا
ليس سهلآ ان تنظر عيناي إليك
وانت هامد تحت الأحجار
تركت ملامحك
طليقة على الهواء ليؤنسني ذلك الوجه البريى في وحدتي ووحشتي في هذا العالم
وكذلك كفيك
لم أستطع أن أجعل
تلك الأحجار العابك
التي تلعب بها وانت في ذلك العالم الآخر
وكذلك صعب علي تغطيتها
بلحاف الأحجار تلك
أخرجتها لكي اضم تلك الكفين الصغيرتي
وتلك الأصابع بين يداي
لأشعر أن ما زال هنالك شيئا صغير امتلكه
كضوء شمعة متعب
في ميدان فروسية مظلم
ورياح الخيول تراقص ذلك الضوء الضئيل
الذي يكاد ينقطع
وينطفى
وسيأتي اليوم التي تذبل فيه تلك اليدين على يدين هذه الطبيعة
وما ستكون تلك الأصابع إلا ذكرى
يا ايه الصغير الملائكي
تلك اللعينة التي على ظهري لا اطيق النظر اليها
لذلك تركته مرمية في ورائي لكي لا أراها
ولكن لا بد من تواجدها معي لأحمي اخر كوب من أكواب أسرتنا وهو( أنا )
بعدما كانت الآله الملعونة التي في ظهري سبب في وفاة أبي الذي رحل وانت لازلت في بطن أمي
لاتحمل أنا وأمي هذه الدنيا على كتفنا
ونرعاك لعلك ستكون لنا كهف في يوم من الأيام نلتجى إليك
وبينما أمي ترضعك الحليب إذا بي أراه بداء يحمر لونه
وسبب ذلك كانت رصاصه لعينه غطست على ظهر أمي
لتمت وهي تقبلك
وتركتك لي وأصبحت طفلة
تعتني بطفل
واصبحت لك الأم
والاخت والصديقه
والمربيه
ولكن كل من تحمل تلك الصفات
لم تستطع ان تمنع اشباه الآله التي في ظهري
ان تقطفك من شجرة الدنياء
وانت لازلت ثمرة مخضرة وغير ناضجة
ولاكني سأعدك باني لن أترك تلك الملعونه التي في ظهري ما حييت
وساصد بها اشباهها من الإطاحة بي كما فعلو بوالدينا وبك انت يا فلذة كبدي
إسلام - نجار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب