الأربعاء، 17 يونيو 2020

مشاركة في ترجمان الصوره بقلم فاطمه سليماني

مشاركتي في ترجمان الصورة في منتدى ترانيم أبجدية 

                                ميراثي الرائع

الرقّة رقّت ...
فيما تطيلين التفكير؟! ، يا أيتها الجالسة على حجر الطاحونة بثوبك الواسع الفضفاض ، المنهكة فيما لا تدري ، المختبئة في غياب القاتل ، وأنتِ ملفوفة بزمكان جائع يأكل نفسه في لحظة أبدية تقيسين بالبَرجل الأقطار الداخلية والخارجية للمسارات الجزئية الممتدة في ذاتكِ ، وعيناك مستغرقة ومحدّقة نظرتها في الأبعاد المجهولة اللاشفاء منها .. تبدو الجبهة معقودة  على تراكيب  لِأنغام الأُورغ ، مِلء مسمع صدى النعى الذي ينجوي  طيفه الماثل بفتنة غريبة منبعثة من ظليل الصوت والإيقاع،  لتزورني بِصَمتِها الرهيب الذي   يتسلل إلى جسمي  اليابس البِلا أعظاء ، بشكل متوقّع أفكر في الأمر ، فأنضج بحرقة عطرة على مسر الانتظار ، وتُنقش على اللوح المحفور خطوطي ، بشعور الأفق  واللانهاية لِجوريا أوكيفي  بِإسم  "البعيد" ، أتحرك  باسهاب  عميق من الخفقان غير الاعتيادي في أنجم عِطرِه الفواحة  بِمرح الألم  بين حضوره والذاكرة .. غصّ في الموجة غصّ .. فاستسلمت لفيض الطوفان العذب ، و الآبقون إلى التّقى راجعون ، وأنا منزوية في  خلوة كمين وجهد وسكون لا يسمع فيه غير همسات الصلاة على الغائب متخشعة   حين جلجل جرس المعبد في أرجائي  ، يهددني بحملي إلى  قفيري على جناحين بلا قرار ، تموقعتُ في بحرِ زنزانته الرمادية  بين طقوس  حياة وموت  كطير الرخ ، برعب لذيذ يبث بعظامي البيضاء سطو  الزلزال على القلب ، لتنفخ الأوراق المتناثرة الذبول في أرضي ، وتنخر جمجمتي الصغيرة الممتلئة بحشود  غفيرة من جيوش الذكريات  المخضلّة التي غرقت فِي بِكل الألوان ،  راقدة مترسب ظلها الطري في جثتي ..  جسدي المُخيّل حيّ عند الأحياء ، لأمتنع عن الكلام وأتعمد النوم رفقة  المعري في مناماته  وألزم الصمت وفي قبضتي المضمومة يحيا أمل  توّاق لروح لم يفتر بعد  حَبك نسيجها في ظلال الصليب ، فتتعثر خطوات الترقيم  تاركة مسافة فارغة للنقطة للوقوف التام بشكل مناسب لازال  ممتلئ بالرعب اللذيذ لذاك الانتظار المثقل بالأدوار على  مسرح آرتو للقسوة ، في فرار لي وحَشَرة كافكا إلى استيعاب  المستحيل دون ارتكابنا لخطيئة ولا اقترافنا لِجرم  سوى أننا  أتينا إلى  أنفسنا  متأخرين وبلا تخطيط مسبق بِيكيت  بدوره في   "انتظار  غودو " يحاول أن يُغيّر الحياة نحو الأفضلِ !!  فيقول  :
- فلاديمير :  حسنا ، هل نمضي ؟
 -استراجون :  نعم ، هيا بنا نمضي ( لا يتحركان )
     فأغلق الستار  ...

  فاطمة سليماني
2020 - 6 - 15

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *