مشاركتي في ترجمان الصورة في منتدى ترانيم أبجدية
ميراثي الرائع
الرقّة رقّت ...
فيما تطيلين التفكير؟! ، يا أيتها الجالسة على حجر الطاحونة بثوبك الواسع الفضفاض ، المنهكة فيما لا تدري ، المختبئة في غياب القاتل ، وأنتِ ملفوفة بزمكان جائع يأكل نفسه في لحظة أبدية تقيسين بالبَرجل الأقطار الداخلية والخارجية للمسارات الجزئية الممتدة في ذاتكِ ، وعيناك مستغرقة ومحدّقة نظرتها في الأبعاد المجهولة اللاشفاء منها .. تبدو الجبهة معقودة على تراكيب لِأنغام الأُورغ ، مِلء مسمع صدى النعى الذي ينجوي طيفه الماثل بفتنة غريبة منبعثة من ظليل الصوت والإيقاع، لتزورني بِصَمتِها الرهيب الذي يتسلل إلى جسمي اليابس البِلا أعظاء ، بشكل متوقّع أفكر في الأمر ، فأنضج بحرقة عطرة على مسر الانتظار ، وتُنقش على اللوح المحفور خطوطي ، بشعور الأفق واللانهاية لِجوريا أوكيفي بِإسم "البعيد" ، أتحرك باسهاب عميق من الخفقان غير الاعتيادي في أنجم عِطرِه الفواحة بِمرح الألم بين حضوره والذاكرة .. غصّ في الموجة غصّ .. فاستسلمت لفيض الطوفان العذب ، و الآبقون إلى التّقى راجعون ، وأنا منزوية في خلوة كمين وجهد وسكون لا يسمع فيه غير همسات الصلاة على الغائب متخشعة حين جلجل جرس المعبد في أرجائي ، يهددني بحملي إلى قفيري على جناحين بلا قرار ، تموقعتُ في بحرِ زنزانته الرمادية بين طقوس حياة وموت كطير الرخ ، برعب لذيذ يبث بعظامي البيضاء سطو الزلزال على القلب ، لتنفخ الأوراق المتناثرة الذبول في أرضي ، وتنخر جمجمتي الصغيرة الممتلئة بحشود غفيرة من جيوش الذكريات المخضلّة التي غرقت فِي بِكل الألوان ، راقدة مترسب ظلها الطري في جثتي .. جسدي المُخيّل حيّ عند الأحياء ، لأمتنع عن الكلام وأتعمد النوم رفقة المعري في مناماته وألزم الصمت وفي قبضتي المضمومة يحيا أمل توّاق لروح لم يفتر بعد حَبك نسيجها في ظلال الصليب ، فتتعثر خطوات الترقيم تاركة مسافة فارغة للنقطة للوقوف التام بشكل مناسب لازال ممتلئ بالرعب اللذيذ لذاك الانتظار المثقل بالأدوار على مسرح آرتو للقسوة ، في فرار لي وحَشَرة كافكا إلى استيعاب المستحيل دون ارتكابنا لخطيئة ولا اقترافنا لِجرم سوى أننا أتينا إلى أنفسنا متأخرين وبلا تخطيط مسبق بِيكيت بدوره في "انتظار غودو " يحاول أن يُغيّر الحياة نحو الأفضلِ !! فيقول :
- فلاديمير : حسنا ، هل نمضي ؟
-استراجون : نعم ، هيا بنا نمضي ( لا يتحركان )
فأغلق الستار ...
فاطمة سليماني
2020 - 6 - 15
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب