الحياة وتناقضاتها بقلم خلود محمد

الحياة وتناقضاتها بقلم_خلود محمد
2020-06-15 20:52:21

بين منعطفات الحياة هناك طفل يختبىء بداخلنا،ويسكننا جميعا، ليصنع الفرحة والبهجة بأبتسامة من شفاه،من قطرة من قطرات المطر ،بشق تمرة من كف أمه صباحا مع كوب حليب طازج ليمنح ذلك اليوم أمانا وسعادة من رذاذ المحبه والسلام ،وبين تلك الغيوم فجأة  يهرب بعيدا ،ليبدو كسحاب ممتلئ بالبوُس ،حينها يحاول مرارا التحليق عالياً،ويسابق الطيور بأشكالها، لعله يوماً يمسك بأحلامه التي كانت من جزء الماضي له ،لكنه بدون انذار مسبق يصطدم بواقعه الكئيب الذي يعاصره ،لا يجد نفسه إلا طيراً بنصف جناح على الحافه وحيداً  ،يحاول التظاهر بالقوة ليتخطى كل التجاوزات والصعوبات بمفرده،هناك انكسارته ،جروحه تظل نازفة لعل عابر سبيل يضمد  تلك الندوبات والخدوشات بجسده ، ويعمر قلبه بالمحبه مواسياً إياه ولو بنبرات صوته ،سرعان مايبدو ذلك واقعا هشاً  ، وأعمق صدقً تخيلاً ،حين تكتظ بنا الأشياء لا نجد مرتعا آمناً،ولا متنفسا للأمل ،إلا أن نركع ساجدين نحو السماء ،نرجوا مليكاً مقتدرا ،هناك بعيداً حيث أحلامنا  تتحقق ،نرفع رؤوسنا لتحلق أرواحنا،لتتجدد الحياة ،هناك بين الغيوم التي لايسكنها إلا الطهر والنقاء،وصفاء الدهر لتحيا ياأنسان مكرما،حيث أحلامنا الجميله التي خباءها الله وأبعدها عنا برحمته،بين أطراف السماء الزرقاء ،تشرق بنا الأمل ،وتغرب معه أوهامنا ومتاعبنا،هناك فقط تأسر قلوبنا برغبات بعيدة  وطويلة المدى،هناك حقاً يليق بنا أن نستودع كل مانحلم به ليعود محلقا ويقع بين أيدينا يوماً واقعا سعيداً ،حينها نبدل أدوار السعادة بيننا