الأربعاء، 1 يوليو 2020

مسابقة (لأني كاتبة) وردة من الطبيعة 20بقلم يسرى

#مسابقة لأني كاتبة ✨.
#رقم المتسابقة(  20  )
# عنوان النص( وردة من الطبيعة   )
#الأسم ( يُسرى زيدان علي أبوغراء     )






إنّها الشمسُ تُشرِق مُجدداً، دون كلل أو ملل لا تخلف موعدها كل صباح!
يُبهجني نور الشمس بقدر ما يُزعجني، فالنهار يعني ضجيج وحركة، لكنّي شاكِرٌ للنوم الذي يخطفني بعيداً عن هذه الضجة.
في غُرفتي خافتة الإضاءة تُرافقني لوحاتي التي تضجّ بالألم رغم سكونها على الجُدران، كنتُ قد نويت الذهاب لأحد المراسم كي أعرضها، لكن رأيهم الأخير جعلني أفضّل التكوّم على سريري وأعيد التفكير في اللاشيء!
اللعنة!
بعد ليلة من الإنهماك بالرسم هاهو النوم يأبى زيارة عيني التي أشعر بها تحترق كجمر غيلوني، وفي اللحظة التالية شعرت بفكرة تقفز إلى عقلي الصحراوي تقول بإلحاح:
-لِمَ لا تذهب إلى الحقل المجاور لترسم الطبيعة؟
حاولت طرد الأفكار جميعها لعلّي أحصل على بعض الراحة من هذا التفكير اللعين، لكنّ الأشياء صارت تهذي بصوتها المُزعِج حتى الإضاءة أسمع خشخشتها داخل عيني!
جلست وأنا ألعنها جميعها حتى اللوحة التي كنت واقعا في حبها قبل لحظات، حتى إن خرجت فأي وجه يرغب برؤية وجهي الشاحب؟
أنا أخشى كثيرا على جرح مشاعر عزلتي، فهي الرفيقة الوحيدة التي لم تعد تتركني مؤخراً ، لا بأس لِمَ لا آخذ عزلتي معي في نزهة للحقل المجاور؟
فُزتِ أيتها الفكرة الشقيّة وها أنتِ تنتشليني من سريري وتدفعيني للخارج.
فُرشاتي وألواني ولوحتي وعُزلتي وأنا، وهذا الحقل الكبير الممتد أمامي بقمحه المُصفرّ وعشبه الأخضر وتلك المنازل الخشبية أسفله..
لطالما أردت أن أكون فلاحا، أن أقضي يومي بين حقول القمح وأشجار التوت أرسم طيورها في كل حبة قمح وتُحادثني أوراق الكروم.
تجاهلت الفلاحين أمامي وبدأت أرسم الحقول والمنازل وحدها، لطالما أحببت الأشياء وكرهت الأشخاص!

-ياله من رسم جميل!

اقتحم اندماجي هذا الصوت الأنثوي الرقيق!
التفتُّ نحو مصدر الصوت لأرى فلاحة بثوبها الأصفر الغامق كأنها سنبلة آن قطافها!
شفتاها مكتنزة كحبات الكرز وشعرها المُتدلي من أسفل وشاحها يعكس لونه الأسود على عينيّ!

لعلها رأت انزعاجي، أو هكذا فسّرَت شرودي بها فَتَلكَأَت قائلة:
-أرجو المعذرة إن أزعجتك.. لقد أثارني الفضول لأرى ماذا تفعل فقط..

وكانت ستذهب!
هكذا بكل بساطة!
-يمكنكِ أن تجربي إن أردتِ

التفتت إلي بعينيها العسلية الحادة وكأنها لم تفهم، فأشرت بفرشاتي ناحية اللوحة، أفرجت كرزيتها عن ابتسامة لطيفة وهي تسأل لتتأكد:
-أيمكنني حقا؟

ابتسمت مؤكدا ً فاقتربت بحماس طفولي وهي تهتف:
-لطالما تمنيت أن أرسم..
جلَسَت على مقربة مني فناولتها حقيبة رسمي التي أحضرتها معي ولوحة جديدة، أَخَذَت ترسم بخطوط متعرجة وابتسامة نقية..
لم أكن أعلم أن الطبيعة يمكن أن تُنجِب زهرة بهذا العنفوان!
تماما كما توقعتم، اعترتني رغبة قوية برسمها لكن واجهتني مشكلة مُعقدة!
ألوان هذه الزهرة الجالسة بقربي لا يمكن لفرشاتي سرقتها، الأحمر بين ألواني لن يُضاهي الكرز على ثغرها، وحلكة الليل ستضيع بين خصلات شعرها، لن أجد سمرتها ولو مزجت الألوان جميعها.. باختصار، كانت وردة أجمل من تجسيمها برسمة على لوحة!
ليست عادية لتشكل تفاصيلها المثيرة فرشاة رسام مثلي، كانت صاخبة رغم هدوءها جعلتني أستعد للرحيل والهرولة ناحية عزلتي مُجددا..
حالما رَأَتني أقف قالت وتلك الإنعقادة الخفيفة تظهر بين حاجبيها المرسومان كأغصان الكروم:
-هل ستَذهب؟
أشرت برأسي فردت متذمرة:
-بهذه السرعة!
وددت القول لها (لو بقيت دقيقة أُخرى لاعترفت لك بحبي)، لكن حفاظا على رونقكِ المُذهِل الذي طُبِعَ على قلبي مُنذ أول نظرة سأجعلكِ حكاية خاصة فقط بي أحكيها لقلبي كل مساء قبل النوم..
أَمسَكَت اللوحة التي رَسَمَتها أمامي وهي تقول متوردة الخدين كالرُمان:
-ليست بجمال لوحتك، لكنني أحببت هذه التجربة.
انحنت في تحية وهي تتمتم:
-أسعدني لقائك سيدي..
ابتسمت غير قادر على إخراج كلمة واحدة، فلو فتحت فمي لنطق لساني بالرغم مني: (أحبكِ)
ولا جريمة في حق المشاعر أبشع من حصرها بكلمة واحدة!
تناولت أغراضي وكدت أسير حين نادتني على استحياء فالتفتُّ إليها

-هل يمكن أن تخبرني اسمك.. سيدي!
قالتها بتردد..

ابتسمت وقلت لها:
-فنسنت..

وسرت بدون سؤالها عن اسمها، فهي بالنسبة لي (ابنة الطبيعة والزهرة الصاخبة)، هي قصة لن يعرفها أحد سوى لوحتي التي فازَت بإعجاب زهرتي الجميلة..

#النهاية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *