الأربعاء، 1 يوليو 2020

مسابقة(لأني كاتبة)لملمة شتات 22 بقلم رباب الجعفري

مسابقة لأني كاتبه #

الاسم: رباب خالد شائع الجعفري.

الرقم:22.

الموضوع:الثالث.

*لملمة  شتات.*

كل يوم قبل أن أغلق عيني, وقبل أن أفتحهما .قبل أن أقرأ الكتاب وبعد أن أغلقه. أتخيل تلك الكلية التي كانت قصر من قصور ديزني بالنسبة لي.كم كنت أتمنى أن أنال القبول فيها .معذرة !لم أكن اتمنى بل كنت احارب. كنت لا أعرف التعب من أجل هذا الهدف,  كانت راحتي بالتعب لأجله .لقد اجتهدت, وثابرت ,ورسمت أحلاماً ورديه مكلله بالون البنفسجي الجميل. لقد تخطيت صعاب وعراقيل, واضعه أمامي هدف نصب عيني.لكن! كان هناك شيئاً يؤرقني, يضعني أرضاً مجرد التفكير فيه ,يتجمد الدم في عروقي, ويقشعر بدني. نعم !كان جداً مزعجا  لي ولأحلامي. إنه ( الفشل) .كم كنت أخاف هذه الكلمة إلى درجة تبعد عني النوم ليلاً, ويغمئ عليا بسببها نهاراً, إذا تطرقت التفكير فيها. كنت أشعر بالإختناق إذا لاحت لي من بعيد. لم تكن موجودة في قاموس حياتي إطلاقاً ,لهذا السبب كنت أخافها اليما" .وبعد أن أجريت امتحان القبول, أنتظرت النتائج على ألم. أتى ذلك اليوم الذي تطايرت فيه أحلامي, وتلاشت فيه روحي,وتوقفت فيه أنفاسي. يوم لا أحسبه من العمر,بل أحسبه عمراً كاملاً. ذلك اليوم الذي أعلن فيه عن خيبة فشل.توجهت إلى سماعة الهاتف لأعرف نتيجتي في كلية الطب.لكني لم أكن أسمع تماماً من نبضات قلبي العالية وأنفاسي السريعه .لكن لمحاولتي المتكررة ,سمعت نبرات صوت بعيده ,كأنها تأتي من خلف جبال ( الصيان )تهيئني وتقودني إلى تلك الكلمة المخيفة. لقد أدركت معنى المعنى. شعرت وكأن الأرض تلتهمني, والليل حل عليا.لم يصل الدم إلى رأسي ,فسقطت إلى الأرض كنيزك ملتهب بنار الخيبة. في تلك الثانية التي سقطت فيها على الأرض, قطعت فيها أميالاً من التفكير.لم تكن تلك لحظة من الوقت, بل كانت سنين عجاف .لقد رأيت في تلك اللحظة كل شي ينهار حولي. رأيت الساعة تمشي إلى جهة اليسار. رأيت نضوب نهر النيل, رأيت الشمس تشرق من جهة الغرب,حقول الذرة تحترق ,وقيام حرب عالمية ثالثة. ورأيت انهدام سور الصين العظيم. وانفجار بركان جبل شمسان. رأيت أحلامي مقصوصة الجناح ,وأمالي تبكي,وأيامي تحتضر .وفي لحظة تشتتي وتمزقي شعرت بإرتطام ركبتي على الأرض. ألهمني الله أن أستغل سقوطي وقربي من الأرض بالسجود إليه حمدا وصبرا ( الحمد لله على كل حال ).في تلك الحالة رفعت رأسي من السجود, شعرت بأن كل شي على ما يرام. لا أعرف ما السر في تلك السجدة, التي أعادت حب الحياة فيني, وأحبتني الحياة ايضا.لقد عادت الدورة الدموية في جسدي ,وصارت حرارة جسمي 37 درجة مئوية. شعرت بنور الرضى يجري في أوردتي وشراييني. والإبتسامة  ترسم نفسها على وجهي.لم يقع زلزال أو بركان أو حتى حرب عالمية ثالثة. لم ينهدم سور الصين. النهر يجري للأمام. والشمس على طبيعتها ,والوقت يمشي كما قدر له.وسنابل الذرة تغازل ورد الياسمين, رأيت أمالي تبتسم,وأحلامي ترتسم, وأيامي تستقبل الحياة بحلة جديدة. لم يقع أي شي من تلك التخيلات التي كان يرسمها الخوف على مخيلتي. لم أقع على الأرض بل وقع الفشل. أما أنا فقد كنت كحبة سنبلة بذرت على الأرض, فأنبت الله فيها سبع سنابل من الأمن ,والأمان,والخير, والبركة, والتحدي,والإصرار, والإيمان. والله يبارك فيني ما يشاء. لقد تأكدت تماماً في تلك اللحظة أن الفشل جزء من حياتنا ,يجب علينا أن لا نعطيه أكبر من حجمه. رأيت أحلامي كالفراشات ترفرف فوق رأسي ,تدعوني لأطير معها.لم أفقد ذلك الشغف الذي كان يلازمني طوال حياتي.لكني فقدت الخوف الذي كان يعتريني. وما أجمله من فقد!لم أنجح في ذلك الحلم المنشود ,لكني نجحت بالحياة.صحيح أني خسرت النزال ,لكني ربحت الحرب.لملم الله شتاتي ,وأقام ما انهدم من روحي.هرولت بسرعة خلف فراشات أحلامي. تدعوني الا استسلم.ذهبت ابحث عن مكان أثبت فيه وجودي في هذا العالم الواسع. وأكون خليفة الله على هذه الأرض. أمسكت بكتاب دليل القبول ابحث فيه عن كليات لم تبدأ امتحانات القبول فيها.قلبت الورق سريعاً كأسد يلحق فريسته. وجدت نفسي أمام كلمات انجليزية  (ENGLISH  )توقفت برهه! نعم مادة احبها عندما كنت طالبة .لم لا أكون أستاذه فيها؟ يالجمال أختياري!أعددت العدة وبدأت التهم الكتب بقرأتها التهام الجائع.درست بجد ,والخوف من الفشل حذفته من قاموسي. لأن الفشل صار عندي خطوة تجعل نجاحي مشرق ,كشروق تلك الرسالة التي أشرقت حياتي برؤيتها. رسالة يخبرني بها سند عضدي بقبولي في تلك الكلية التي منها استطيع أن أكون  ( معلمة ) .يالفخامة الاسم !ومسؤولية المعنى! نظرت إلى الرسالة تلك التي مضمونها ثلاث كلمات : (مبارك اختي - كلمة جعلتها كلمة سر لتلفوني-).بعد قرأتي اياها لم أجد نفسي إلا ساجده لله شكرا. يالسعادتي! ما أحلى طعم النجاح الذي يأتي بعد خيبة الفشل! حلاوته عندي تعادل حلاوة شوكلاته النوتيلا. بعد اسبوع من خبر نجاحي أنطلقت إلى الكلية ,وكلي نشاط وهمه.دخلت إليها بالرجل اليمين تيمنا.برغم غرابة المكان علي إلا أن هناك طمأنينة تسري في أنحاء جسدي وروحي.لقد أحببت حقاً  ما أنا فيه أملا.لم اوفق في تحقيق ذلك الحلم الوردي سابقاً. لكني الأن أشعر أن الله عوضني بروح عزائمها سماوية. روح حذفت (ش) الشؤم من كلمة (فشل) فأصبحت (فل)يزين رؤوس الحالمين.

#

هناك تعليق واحد:

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *