الأربعاء، 1 يوليو 2020

مسابقة (لأني كاتبة)نزيف بنكهة وطن 29 بقلم دعاء عبد المؤمن

  #مسابقة لأني كاتبة
#رقم المتسابقة( ٢٩ )
# عنوان النص( نزيف بنكهة وطن )
#الأسم ( دعاء عبد المؤمن  )       

          نزيف بنكهة وطن

وطني أخبرني فقد جف الملح من مدمعي، وما حال دون رجائي، مالي أرى اليوم بسمة، أصبحت تتراقص على الشفاة، شفاة شفرات المنية، ما بي أرى بسمتك هازئة، تسخر من أحوالنا المهترئة، تعجب من آمالنا المبتذلة، ما بي أرى الراية البيضاء تحلق في الأرجاء، ذابلة دون رجاء، أهيَ راية السلام!
ألا ليتنا نبلغ المرام. وطني أبسمتك الهازئة منا؛ ألأن الغرب خدعونا، أم لأن العرب غدرونا، أم لأننا لقمة سائغة، أم عجينة سائلة، إنني حقًا متسائل؟ ألهذا سخرت منا! أم لأنك خذلت منا، فأصبحنا أمام ناظريك موتى،
وطني...عندما رأيتك صريعًا بذاتك، تقاتل بوحدتك... أدماني مشهدك فهل أدماك مشهدنا؟

يالصفاقتي أ أُعاتبك!
أرجو أن تلتمس لي العذر فقد أفِلت شمس أخلاقي مع أول بزوغٍ لقمر الحرب، وكعادة الحرب لم تبقي ولم تذر في خلجات نفسي أدنى بوادر الإحترام؛ لأقتات منها لأشباه هذه اللقاءات، أظنك تفهمت ولن تضيف هذه الزلة إلى قائمة جرائمنا في حقك.
لا أعلم لم ألقي العتب عليك ألأنك أنت وطني؛ لربما هذا هو ذنبك، أتعلم! لن أنتبذ زاوية البراءة  كالسابقين، بل سأتقصى آثار شخوص الحقيقة التي تقول أنه ذنبنا قد أبدو لك للوهلة الأولى من هذا الاعتراف أنني أنصفك، لكن لتعلم أن الله لا يحب الفرحين، لا تزال الريبة تخامرني! أحقا هو ذنبنا؟ أنحن من غدروك، أنحن من روجوك، أننحن من باعوك؛ فقبضنا ثمنا بخس أرداك لنا قتيلا، وأصبحنا إثر جثمانك أمساخ، واحر قلباه!

إلى الآن  أرجو ألا يخيل إليك أنني أنصفك بتساؤلاتي المكلومة، فهي تساؤلات لتجيب أنت عنها جُلوةً، لا لأُقر وأعترف بها خلوة، أتعلم لكم كرهت لعبة الصراحة تلك اللعبة التي تجبرنا على قول ما لا نريده، تلك اللعبة الأشبه بالعزلة عن أنفسنا، التي يقتضي فحواها مجموعة أسئلة ترغمنا بقواعدها المتزلفة،  قول ما ظننا يوما أننا استأثرناه لأنفسنا، وكأنها تغزو استقلاليتنا؛ لذلك كانت عندي بمنزلة العدو مني، لكن وللبرهة الأولى؛ أجد في دهاليز قلبي الرغبة الشديدة بلعب هذه اللعبة، أتعلم لماذا لأنني ولأول مرة سأكون السائل، وسأتبجح بقدرتي على صياغة الأسئلة وتوجيهها إليك، نعم أنت وطني الطرف الآخر من اللعبة أو الأصح الطرف المستجوب إن جاز لي التعبير، للأسف هاقد تكررت مظاهر أفول شمس أخلاقي للمرة الثانية ويالفداحة فعلي بفرض قواعد اللعبة عليك، وسلبك عنوة أحقية القبول والرفض، لكني قد رأيت ملامح الرضا باديةً عليك، وخُيل إليّ أنك قد هززت رأسك، ولتعلم أن كلي أملٌ بدماثةِ خُلقك، وأَعلمُ أنه يعزُ عليك أن تردني خائبًا، كما لم ترْدد السالفين من قبلي،  فتاريخك حافل بنوفل العطاء، ولقبولك قواعد اللعبة المفروضة بإخبات، و استعاضة لاسكتانتك؛ سأسبغ  عليك بعطية ما كنت ستحضى بها لو أن أحدًا من السائلين أتاك، ألا وهي أني سأكون آخر اللاحقين لمسائلتك، وسأكون آخرهم؛ ذلك لأنني لست كأحد منهم لست كالمدعيين تشنفًا، ولا من المنافقين خشية منيه، ولا من المرتزقة تشوفًا لفتات دراهم معدودة، ولا من اللاهثين وراء دنيا مائجة، ولا من المتلونين بغية مصلحة، ولا من المتوددين وفق ما يقتضيه الحال، ولا ممن ينطق لسانهم  بما يخالف أفعالهم، فو الله إني لا أكذب الحديث ولا أقول إلا ما أفعل، و أفعل كل ما أقوله ولا أثقل علي من كلمة خرجت من منطقي ، ولم  توثقها أفعالي-وإن كانت محض زلل- والذي نفسي بيده حقيق على أن أفي بكل ما قلته وأني سألتزم بقواعد اللعبة لا أفشي لك سرًا تشمتًا، ولا أناقل أحاديثك تزلقًا، ولا أساومك على ما تقول تربصًا، ولتعلم أني ما أتيتك فارضًا قواعد اللعبة، دون أدنى رهبة إلا تشفقًا بك وتشوقًا لعودتك، وها هي مناجم الفحم تحت عيناي قائمةً شاهدةً على صدق ما أدعيه من كلمات تظنها منمقة، لكنك تدرك في قرارة نفسك تمامًا كما أدرك أن حديثي هذا  ليس نزوة فتوة، و لا أفتتانًا بقوتي في ساح الغاب، وليس تنميطًا ماحقًا لكل من أتوك متسولين، فلتثق بي هذه الجولة، وثق أن هذه اللعبة ستنتهي على يدي، وسأغلق أبوابها التي سينطوي معها تكدر لياليك وفتراتها الكابية، وأشرع استعاضةً عنها أبواب حبورك وهنائِك، وترابط أراضيك و إتساقها وأعيد لكل شيء رَواءه، فلنتعجل البدء فقد ضقت ذرعًا بكل الزيف المتهالك، و هاقد حمي وطيس ثأري؛ لننقض على الذئاب المتخمة، فلنخوض مضمار المساءلة؛ ولننهي المهزلة.

هناك تعليق واحد:

  1. إبدااااع بمعنى الكلمة نفخر أن مثل هذه الأقلام يمنية المنبع.

    ردحذف

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *