السبت، 11 يوليو 2020

أختلف معك ولن أخالفك بقلم عفاف البعداني

*أختلف معك ولن أخالفك*
------------------------------
لا شك ،أنه في وطني *"قد تعددت اﻷحزاب، وتزايدت اﻷلقاب، وشُيّع الوطن في مراسم العنصرية"*  ولم أجد بُدّا وخلاصًا من هذه المجريات والمستجدات العارمة، إلا حينما أخذت قلمي وبدأت بالكتابة عنه، وماجعلني أكتب المقالات الطويلة، وأدون السطور الكبيرة في زوايا محدودة ومقتصرة فقط عن الوطن ، هو واقعي الأليم الذي لوتكلم  لكان كلامه كافيًا بأن يلوث جزيرة كانت مليئة بالسعادة ؛ليوحي بأن اﻷسى قدتجذر، والجراح قدتفعم ،وسبات الجهل قدصعب إيقاظه.

ولن أزين الحكام، ولن أدعي العنصرية،ولن ألمع المسؤولين، بغض النظر عن إتجاهنا الفكري، وميولنا الشخصي ، ولكني أختلف تمامًا مع هذه السطور ، وعدولها .

((إن أفضل المقولات الواجب عليك تقديسها ..
'أن أي أرض أكرمتك هي وطن.. وأي أرض أهانتك هي غربة .. وإن الوطن حيث تكون أنت بخير ' .. ))

لا……والف  لا "ياسيدي الكاتب" لوبلغ الوجع العنان ،وفاق عجافه السبع الطوال، وفاق صبره صبر أيوب ،يبقى الأصل القومي ، أن الوطن هو ذلك المحيط الذي ولدت فيه ولاغنى لك عنه  ،قد تجوع، تعرى، تشقى، تظلم، تهان، تموت ، ولكنه وطنك شئت أم أبيت، وستبقى سيدًا على كل الحدود مادمت في أرضك ووطنك مهما قست التضاريس عليك ،

أما قضية الإغتراب والغربة ؛حتى لو ترعرت والفت الحياة الرغيدة فيها، وجمعت المال ،وحصدت اﻹنجازات،وعُمِلت بإنسانية بإسلامية، ورأيت أمان لحالك اﻹجتماعي والعاطفي ،ستبقى غريبًا مهما تعاظمت علاقتك مع الحدود والناس والجغرافيا ،هذه حقيقة فطرية في كل شخص ولست من صنفها للحظة ، هذا إن كان في الإغتراب حظا يبشر ،أما إن كان شقاء لايؤل وهوغالبًا المألوف، هنا ستكون موجوع مرتين وجع الغربة ،ووجع النفس.

ولنا في رسولنا اﻷعظم أُسوة حسنة،فعندماهاجر  من مكة بلغ به اﻷلم مابلغ به ،رغم أنه عُذب وشُرد ،وشُتم ،وحاربه أقرب الناس إليه،إلا أن عاطفته بقيت متربعة في تلك المساحة اﻷرضية التي ولد فيها وأنجبته ذات يوم.

لذا لا تسافر وتهاجر؛ بحثًا عن كرامتك ،ابقى وستكون بخير،ابقى وفتش عنها هنا في أرضك الخيرة، وبُنك العريق،وحضارتك القديمة،أبحث عنها في الجبال والوديان والصخور والتلال، في اللبن والخبز الطري والماء الزلال ،فالكرامة ملتصقة بوطنك ولن تكن في أي أرض ثانية ،👌🏻فاﻷم هي واحدة وإن رحلت لا ثاني لها ،ومهما تعاظمت طيبة الخالة ، ستبقى مرت أبيك وليست أمك 👌🏻،

ومتى ماكنت مواطنًا حرًا لاتخاف ،تكن متعلما نافعا ملهما، ستحرر الكرامة ولوخبأها عنك الحكام في باطن اﻷرض،وستساعدك الطبيعة وتكون سعيدًا وعلى مايرام بعون الله ،فها هو الزبيري رحل ولكن ثورته الوطنية بقيت وخلدت في مناهجنا وذاكرتنا وإلى اﻷبد ،وصحيح هناك من هاجروا إلى المنفى سعيًافي تحسين اﻷوضاع، كشعراء المهجر وغيرهم… ،ولكنهم عاشوا وفي داخلهم شوق ضريح لوطنهم، ولم يتعبروا المهجر أبدا وطنا لهم، وكنصيحة…. "ارجع ،ثم ارجع ثم ارجع " فالوطن بحاجتك، أكثر من إحتياجك أنت له، *فالغربة بحد ذاتها مجازفة مصيرية على مناطيد الغياب*  .
----------------------------------------
*$عــــــفاف البعداني$*

هناك تعليق واحد:

  1. كلماتكِ دائماً رااائعه وفي الصميم...تحياتي لكِ أيتها الكاتبة المتألقة

    ردحذف

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *