*برنامج الأسرة والمجتمع*
*الحلقة الثانية عشر*
_________________________
يوم الجمعة هو آخر أيام الأسبوع، ويعتبر يوم عطلة رسمية في معظم الدول العربية والإسلامية، ويتمتع بأهمية دينية كبيرة لدى المسلمين حول العالم؛ ففيه تقام صلاة جماعية تسمى باسمه وهي (صلاة الجمعة) .
ويكسب المقيم لها في المسجد أجرا كبيرا عند الله، فهي أفضل الصلوات لقوله تعالى: (يا أيها الذين امنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلىٰ ذكر الله وذروا البيع ۚ ذٰلكم خير لكم إن كنتم تعلمون).]
وفيها يقدم خطيب المسجد أو الإمام خطبة تتناول شؤون الحياة من وجهة نظر الدين الإسلامي، وخلالها يتعرف المصلون على أحكام جديدة في الدين، وقصص دينية تحمل العبرة، وتكمن أهمية هذه الصلاة في كونها تغسل الأحقاد بين الناس؛ لأنها تجمعهم تحت سقف أطهر البيوت ألا وهي بيوت الله.
● *يوم الجمعة اجتماعيا*
____________________
ويمتاز يوم الجمعة بنكهة خاصة لا يمكن إغفالها، في المجتمعات بطبقاته الاجتماعية كافة فيعتبر فرصة للتقارب بين الناس وصلة الرحم بين الأقارب، فرغم سرعة وتيرة الحياة، إلا أن معظم الناس يحافظون على قدسية هذا اليوم، ولم يتخلوا عن اللمات العائلية فيه، وفيه ينتظر الرجل ليذهب مع زوجته وأطفاله إلى منزل أهله، للاطمئنان على والديه وإخوته، والالتقاء بكامل أفراد العائلة .
ويعتبر يوم الجمعة يوم مميز في حياته، فهو اجتماع عائلي لمناقشة أمور الحياة، وتناول الطعام اللذيذ من يد ربة المنزل الام .
وهناك عائلات تستغل حلول طقس لطيف لكسر روتينها، وتغيير الأجواء، من خلال تنظيم رحلات عائلية، أو من خلال التجمع في بيت أحد أفراد العائلة في كل يوم جمعة. مما تدخل البهجة إلى قلب كل فرد من أفراد العائلة.
ويبين اختصاصي علم الاجتماع، د.محمد جريبيع، أهمية الحفاظ على هذه العادة الجميلة، وهي اللمة العائلية في يوم الجمعة؛ إذ إنها فرصة للتواصل الاجتماعي والحفاظ على الود والاحترام، وتعرّف الأحفاد على بعضهم بعضا..
ولا ضير، في رأيه، من جعل هذا اليوم فرصة لتبادل الزيارات الاجتماعية؛ إذ إن كثيرا من العائلات بسبب كثرة المشاغل وطغيان التكنولوجيا لا تجد وقتا للتواصل، فيكون يوم الجمعة فرصة غنية لزيادة الروابط الاجتماعية.
● *الجمعة فرصة لكسر الروتين*
_____________________
وينتظر في يوم الجمعة نسبة كبيرة من الناس حلول طقس معتدل ولطيف للخروج في رحلات ترفيهية، لما لها من تأثير إيجابي في تحسين المزاج، وتجديد الطاقة النفسية الضرورية للاستمرار في العمل بجد ونشاط بعد العودة من الرحلة .
ويؤكد الغالبية من الناس ان كسر الروتين في حد ذاته يسهم في نشر الحب والود بين أفراد العائلة، ويراكم ذكريات جميلة بين أولاد العمومة والأجداد.
ويؤكد د.خليل أبوزناد ، أن الخروج والتآلف مع الطبيعة والخضرة والمياه والأزهار يجعل الراحة والهدوء والسعادة رفيقة الجلسة، ويغير أمزجة الناس، خصوصا أن وتيرة الحياة وسرعتها، وكثرة الضغوط والأعباء تجعل الجميع بحاجة مستمرة إلى كسر الروتين، والعودة للبساطة والمرح والفرح.
وفي هذا الشأن، يبين الخبير الاقتصادي، حسام عايش، أن نسبة كبيرة من العائلات تفتقد إلى إمكانية الحصول على الترفيه، بسبب الأعباء والالتزامات المختلفة، وبسبب الضائقة الاقتصادية التي كثيرا ما تثقل كاهل العائلات، وتحول دونها وتحقق قسطا من الراحة والاستجمام من خلال الرحلات.
وبالتالي يعتبر منزل العائلة هو المكان الترفيهي شبه الوحيد الذي تقضي فيه الأسرة في مختلف دول العالم وخاصة الاسلامية منها ، معظم وقتها يوم الراحة والعطل "الجمعة"، ولكن البعض يعمل على كسر هذا الروتين والتغاضي عن تكاليف الرحلة المرهقة، وتقاسم المصاريف بين أفراد العائلة، للتجمع في مكان جميل، أو القيام برحلة ترفيهية، للهروب من الأجواء الروتينية المملة.
ويبين بعضهم أن تجمع الأبناء والأحفاد في بيت العائلة، وبخاصة يوم الجمعة، أمر طيب ومفيد، "لقد أصبحت هذه عادة عائلية، ومن المراسم التي لا يمكن الاستغناء عنها، حيث تعمّ بهجة الأطفال، وفرحة الإخوة وزوجاتهم.
________________________
إعداد أ/ مروان يحيى الشرعبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب